عمت موجة من الاستياء دهاليز المنتدى الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الذي يقام في جدة حاليا، فبخلاف التنظيم الارتجالي للمنتدى، أدت الرسوم االمرتفعة التي فرضتها الشركة الأوروبية المنظمة للمعرض المصاحب للمنتدى إلى هجرة أغلب الشركات، إذ يقول أحد المشاركين (فضل عدم ذكر اسمه): إن الشركة المنسقة للمعرض فرضت على الغالبية الابتعاد عن المعرض لاستيائهم من الأسعار التي وصفها بالمرتفعة، التي وصلت إلى 1000 يورو (5300 ريال) لإقامة جناح للشركة في المعرض، علاوة على فرض رسوم تصل إلى 300 يورو (1590 ريال) لحضور جلسات المنتدى، ما أدى أيضا إلى قلة الحضور في المنتدى والمعرض معا. وأبدى عدد من الإعلاميين استياءهم من بدائية التنظيم في المنتدى، وقالوا: إنهم افتقدوا لأبسط آليات العمل في هذا المنتدى وخاصة في المركز الإعلامي الذي لم تتوافر فيه شبكة إنترنت بأجهزة الكمبيوتر لتسهيل عمل الصحافة ومراسلة الصحف.. إذ يقول الزميل عبدالله الطياري من صحيفة المدينة: إنه “من المؤسف أن يقام منتدى بهذا الحجم للبيئة والتنمية المستدامة وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، من دون إعداد جيد، لدرجة أن البرنامج الخاص بالندوات والمحاضرات كان مكتوبا بخط اليد، وأطالب هيئة الأرصاد وحماية البيئة وكذلك الشركة المنظمة بإعادة النظر في مثل هذه الأمور مستقبلا.. ونحن كصحافيين نتساءل: لماذا غابت الأسماء التي أعلن عنها من قبل، كما أن أحد مستشاري هيئة الأرصاد وحماية البيئة في الجلسة الثالثة عندما ألقى ورقة عمله اعتذر علنا للحضور لعدم الإعداد الجيد، موضحا أنه لم يطلب منه المشاركة إلا قبل يومين فقط من انطلاقة المنتدى.. ولذلك لم تستمر ورقته أكثر من خمس دقائق”. وأضاف يقول: “أسلوب العمل بالمنتدى أزعجنا وأثار الجميع، لدرجة أن الترجمة لم تعمل بشكل جيد إلا في الجلسة الثالثة فقط وبعدها فوجئنا بالمترجم يعتذر لنا كمستمعين لعدم وصول صوت المتحدث من داخل القاعة، بل كان يصرخ بصوت مرتفع لطلب الفنيين لمعالجة الخلل.. وغادرنا القاعة قبل أن تعود الترجمة، وإذا كان هذا مستوى المنتديات الدولية وبحجم هذه الرعاية وهذا الإعداد فمن الظلم أن نطلق على جدة لقب مدينة المنتديات والمؤتمرات”. أما علي شراية من صحيفة الشرق الأوسط فيضيف: “على الرغم من الجهود الشخصية لأحد المنظمين لإبراز جهود الشركة المنظمة إلا أن المنتدى على غير العادة افتقد لأبسط آليات التنظيم الجيد، فلا توجد نشرات عن المنتدى تتضمن تعريفا بالمتحدثين.. وللأسف وجدنا ورقة بسيطة مكتوبة بخط اليد تحوي بعض المعلومات عن الجلسات ولم تخل من الأخطاء إضافة إلى غياب بعض المتحدثين المعلن عنهم مسبقا.. ولا يوجد مركز إعلامي أو حتى شبكة إنترنت لنتواصل مع صحفنا، وسط غياب كامل للمشرفين على المنتدى، فأجهزة الترجمة جزء كبير منها لا يعمل.. لدرجة أنني قمت شخصيا بتوصيل بعض الأجهزة للزملاء وتشغيلها، ومع ذلك كانت الترجمة سيئة جدا، وكان المترجم يعتذر في أكثر الأوقات لرداءة الصوت وصعوبة التواصل.. ما جعلنا نلجأ في الكثير من الأوقات للاعتماد على ملخص الجلسات المعدة مسبقا”. وقال عبد الهادي حبتور من صحيفة الاقتصادية: “إن عدم ربط الحاسبات بشبكة الإنترنت جعل الكثير من الإعلاميين يفقدون التواصل مع صحفهم، ما اضطر بعض الإعلاميين إلى دفع مبالغ مالية من جيوبهم الخاصة للحصول على خدمة الإنترنت، ونستغرب أن يتم ذلك في فندق كبير وفخم كفندق الهيلتون”، ومن جهته أكد عبد العزيز آل صحفان من جريدة الحياة أن سوء التنظيم ساهم في عدم تمكن الكثير من الإعلاميين من أداء مهامهم الإعلامية على أكمل وجه.. مستغربا عدم وجود خدمات إنترنت، ما ساهم في عدم إيصال المواد اللازمة للصحف بالشكل السريع، وكذلك النقطة السلبية الأخرى المأخوذة على التنظيم عدم وجود مترجمين داخل قاعات المحاضرات، خصوصا أن غالبية الندوات تلقى باللغة الإنجليزية.ومن جهته، دافع طلعت إدريس رئيس الشركة المنظمة للمنتدى والمعرض عن هذه الاتهامات بقوله: لا يسعني إلا أن أؤكد أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، بذلت كل ما في وسعها من أجل الحرص على البيئة والتنمية، ومن أجل المحافظة على البيئة وصيانة مواردها، كونها في قمة الأولويات في الخطط والاستراتيجيات التي تتبناها الرئاسة.. مشيرا إلى أن المنتدى نجح نجاحا فاق التوقعات، سواء في الافتتاح أو خلال الفعاليات، ما يعكس مستوى ما وصلنا إليه من تقدم في المنتديات، وإذا ما كانت هناك نواقص فهي لا تؤثر في مستوى العمل بشكل عام.. فيما امتنع عن الحديث حول الخلل في ترجمة الجلسات.