طالب الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي المؤدين لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بألا يتولوا تغيير المنكر باليد؛ لأنه لا يكون إلا للسلطان أو نائبه، وأن يكون الإنكار باللسان بالحكمة والترغيب والترهيب وحسن الخلق لكل من يعلم حكم الله في المنكر، وأما الإنكار بالقلب فهو لكل مسلم عملا بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لما في ذلك من المصالح العامة والخاصة الدينية والدنيوية، ولما في ذلك من دفع الشرور والمفاسد ودفع العقوبات والنوازل، قال الله تعالى: “وَلْتَكن منكم أمة يدعونَ إِلَى الْخَيْرِ ويأمرونَ بِالمعروف وينهون عَنِ المنكر وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون”، وأوضح أن الله تعالى أثنى على من كان يعمل بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهل الكتاب المتمسكين بشريعتهم التي لم تغير ولم تبدل. وقدم الحذيفي تعريفا للمعروف بأنه كل ما أمر به الإسلام وجوبا أو استحبابا، ولا يأمر القرآن والسنة إلا بما فيه الخير المحقق في الدارين، ولا يأمر إلا بما جعله الله سببا لدخول جنات النعيم. وأن المنكر هو كل ما نهى عنه الإسلام تحريما أو كراهة، ولا ينهى الإسلام إلا عن كل شر محقق في الدنيا والآخرة، ولا ينهى إلا عما يكون من أسباب دخول النار، وشدد الحذيفي على ضرورة معرفة الشخص بأن هذا معروف أمر به الشرع، وأن يتحقق أن المنكر الذي ينهى عنه نهى عنه الشرع؛ ليكون متبعا للدليل على بصيرة، كما وجه بضرورة أن يكون الآمر والناهي ذا حكمة بطبعه أو بالتعلم، وأن يفقه ما يأمر به وينهى عنه؛ لينزل الأدلة على مدلولاتها، ويسترشد بقول الله وقول رسول الله في الأمور وتقلب أحوالها.