دعا الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة، المشرف العام على مؤسسة (الإسلام اليوم) إلى ضرورة تدريب المسؤولين على احترام الناس، خاصة أولئك الذين يتعاملون مع الناس بشكل مباشر، مشيرا إلى أن البعض قد ينظر إلى هذه الأمور على أنها مثاليات يصعب تحقيقها، ولكن يجب علينا أن نسعى في تحقيق ذلك بقدر المستطاع حتى نتجنب بعض السلبيات المتعلقة بهذا الأمر. وقال في برنامج (الحياة كلمة) إن أولئك الناس الذين يحتكون بالجمهور أيًا كانوا: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو الشرطة، أو المرور، أو الأمن، أو أمن الشركات، أو أي أناس لهم علاقة بالجمهور، ينبغي أن يأخذوا دورات في كيفية التعامل مع الجمهور، وعلى وجه الخصوص إذا كانوا يتعاملون مع جمهور غريب مثل الناس الذين يتواجدون في مكةالمكرمة أو في المدينةالمنورة من جميع بقاع العالم. وردًّا على سؤال يقول: “هل الاحترام خاص ببعض الجنسيات أو المهن دون بعض؟” فرد العودة بأن هذا خلل في التربية والثقافة، فالاحترام ليس مرتبطا بجنسية، ولا بلون، ولا بطبيعة العمل، فالنبي، صلى الله عليه وسلم، يقول “ابْغُونِى ضُعَفَاءَكُمْ فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ”، أي بدعائهم واستنصارهم. وأضاف: “وكذلك الإنسان الغريب ينبغي أن يحصل على احترام أكثر، ولكن عندما يخطئ لا بد أن يعاقَب، لكن دون أن تصخب عليه أو ترفع صوتك أو تصرخ في وجهه، مشيرًا إلى أن بعض المجتمعات فيها خشونة، حتى أنك لا تجد الابتسامة أحيانا، أو تجد فيها خشونة”. وتعقيبًا على أن هناك “مثلا” في الأوساط العامية، يقول: (إذا كان لك عند الواحد حاجة قل يا سيدي)، مما يعني أن المصلحة طغت على الاحترام، قال العودة: “نعم؛ وهذه مشكلة إذا كان الاحترام مبنيًّا على الجانب المصلحي البحت، فالإنسان إذا تربى على الذوق واحترام الآخرين فإنه يحترم الجميع ويعطي كل ذي حق حقه ويحصل على مصلحته”. وأضاف: “لكن المستفيد أو صاحب الحاجة قد يكون نفعيًّا أيضًا، وبالتالي فإن هذا الإنسان يدور حول مصلحته، ولذلك بمجرد ما تتحقق الحاجة ربما يزول الاحترام”. وأوضح العودة أن احترام الذات يكون من خلال احترام الآخرين، حيث يجب على الإنسان احترام الطفل الصغير، والعامل، والفقير، والشخص الغريب، مشيرًا إلى أنه بقدر احترامك للآخرين يكون احترامك لذاتك. وضرب مثالا لذلك، قائلا: “جرت عادة عندي أني إذا رأيت أطفالا أحب أن أُقبِّل أيديهم”، وبدأت أسأل نفسي: “هل هذا أسلوب مناسب حتى بالنسبة للأطفال الصغار؟” فوجدت أنني عندما أُقبّل هذا الطفل الصغير يسرح في خيالي تلقائيًا أن أتخيل هذا الرجل وقد أصبح شيخا، إما شيخ قبيلة أو زعيما أو أستاذا أو صاحب عائلة كبيرة، فأتخيله وقد كبر، كما أن هذا الطفل الصغير عندما تقبل يده فإنه تلقائيًا يحاول أن يُقبل يدك، وهذه تربية له على الاحترام.