أفتى الدكتور عبد العزيز الفوزان المشرف العام على شبكة رسالة الإسلام بأن أربعين الميت المنتشرة في بعض الأقطار الإسلامية بدعة، وأكد أن القول الشائع عند العامة من أن روح الميت تبقى في بيته أربعين يوما لم يرد عليه دليل في السلف، والمؤسف أن من يرددون هذا الكلام يبنون عليه بدعة مشتهرة في أكثر البلاد الإسلامية وهي الأربعينية، بحيث بعد مرور أربعين يوما تذبح الذبائح ويقام الاحتفال لوداع الروح، وهكذا البدع تولد بدعا كما أن السيئة تجر إلى أخرى، وهذه الأفعال لا صحة لها من الشرع، ومن يفعلها فإنه مأزور غير مأجور. وأضاف في لقائه مع برنامج (فتوى) الذي تبثه قناة دليل الفضائية، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إن من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”. وأوضح أن سماع الميت لصوت من يخاطبه أو يزوره اختلف فيه العلماء، فمن العلماء من يرى أنه يسمع من يأتيه؛ واستدلوا ببعض الأحاديث كقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا عنه بعد دفنه” وقال إن الاستدلال بهذا الحديث فيه نظر؛ لأن هذا من خصائص رسول الله وكونهم سمعوه فهذا من معجزاته، ولا يعرف في حديث واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أخبر أن من أتى إلى الميت فسلم عليه أو دعا له فإنه يسمعه، ويبقى أن هذا غيب عند الله عز وجل لا يستطيع أحد أن يقطع بإثباته أو نفيه، ولكن الذي نقطع به ودلت عليه السنة الصحيحة أن زيارة الموتى مشروعة وسنة مؤكدة للرجال، وأن الميت ينتفع بالزيارة والدعاء له، وأيضا وردت رؤى كثيرة ذكرها ابن القيم في كتابه “الروح” وأيضا ابن الجوزى وحجة الإسلام الإمام الغزالي وغيرهم، تنقل عن كثير من الناس وربما عن بعض العلماء الموثوقين، وهذه الرؤى تدل على أن الميت فعلا يحس بزيارة أهله ويسره ما يسرهم ويحزنه ما يحزنهم وهو في قبره.