من يمر بتجربة المرض لا يملك سوى أن يقول، الحمد لله على نعمة الصحة، فالتجربة كافية لكي توقظ في الإنسان مشاعر وأحاسيس دفنها منذ فترة أو تناساها، أولها شعوره بالضعف والوهن بعد أن تتملكه مشاعر القوة والطغيان، يشعر بفقدان تلك القوة المسيطرة على جسده، ويصبح أسيرا للأدوية والعلاجات، وثانيها شعوره بالحاجة إلى الغير، وما مطاردته للأطباء والمستشفيات إلا أكبر دليل على ذلك، وتجده يستمع للنصائح الطبية بكل ذل وانكسار، لا تتوقع أن يفعلها وهو بكامل صحته وجبروته، وربما تنغص ندبة صغيرة الحياة على صاحبها، فتجعله قلقا متوترا لا يرمش له جفن، استمعوا لنصيحتي وأعيدوا النظر في حياتكم وتأملوا مسيرتها، قبل أن تضطروا لذلك - لا سمح الله - وقت مرضكم.. صدقوني وقتها لن يفيد الندم ولن يفيد القول: لو أني فعلت كذا أو كذا، استمتعتوا بالصحة قبل المرض، واشكروا الله على لباس الصحة في حال تمتعكم بها، واسألوه أن يديمها عليكم، فدقائق من المرض تنسيكم سنوات طويلة من الصحة. مريض سابق