خلال هذا الأسبوع، وجَّه رئيس النصر أحاديثه، إلى داخل البيت النصراوي، في البداية ناشد أعضاء الشرف، الذين لا يدعمون ماديا أو معنويا، أن يساندوا العمل بالصمت، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك، عندما قال: “كلما بدأنا في القيام والوقوف على أقدامنا، نفاجأ بظهورٍ لأحد أعضاء الشرف يسهم مباشرة، في إحباط اللاعبين وتكسير مجاديفهم”..!! لا أعتقد أن حديث المكاشفة لرئيس النصر، كان موجها إلى المعارضة (الحكواتية)، التي لا تجيد سوى الضدية الجامدة؛ لأنها معارضة بائسة تفتقد الفعالية والتأثر، فهي منذ عشرات السنين لم تغير مواقفها، ولم تستحدث أدواتها، ولم تتفاعل مع المسيرة، بل يبدو أن الحديث عنها، هو تحرك عملي من سموه، لوضع هذه المعارضة الفارغة من جميع المضامين المفيدة، في إطارها الحقيقي أمام جماهير الشمس، خصوصا أن هذه المعارضة كشفتها وعرَّتها المواقف والسنون، وتغير الإدارات والمعطيات.. ما يجعلني أذهب لهذا الاعتقاد، هي الرسالة التي وجهها الرئيس، إلى جماهير الشمس الوفية، وهي رسالة مفعمة بالصدق والمشاعر الفياضة، خصوصا أن هناك علاقة خاصة تربط الرئيس بالمدرج المشع، بل إن هذا المدرج الموسوم بالوفاء الدائم، كان هو القوة الضاغطة، التي زفت سموه لكرسي الرئاسة؛ لأنه مدرج يعرف أين يضع رهاناته، فالرؤية لديه لم تختلط، على الرغم من طول معاناته وصبره، بل إن النتائج الوقتية، لم تحرك قناعات هذا المدرج الواعي، فالنصر إلى الآن لم يرتق مستواه، إلى الحد الأدنى من تطلعات مدرج الشمس، ومع ذلك ما زال هذا المدرج، يطالب بأن ينصَّب الأمير فيصل بن تركي، رئيسا للنصر لمدة أربع سنوات قادمة.. حديث رئيس نادي النصر، لم يكن حديثا مطلقا في الهواء، ولم يكن حديثا موجها إلى المعارضة البائسة، بل هو حديث للأوفياء في مدرج الشمس، قصد منه، وضع الحالة النصراوية في إطارها الحقيقي، بعيدا عن ضجيج الظواهر الصوتية، وارتداداتها الباهتة.. في النصر نتوءات شرفية ونقدية معروفة، وهي نتوءات ليست جديدة، وعلى الرغم من ضرورة تحجيمها، إلا أنها يجب ألا تعطى أكبر من حجمها، بحيث تعلق عليها نتائج جميع الأخطاء، التي تحدث في النصر، كما كان يحدث في السنوات البعيدة، عندما كانت أخطاء الحكام، هي العذر الجاهز، بعد كل هزيمة، حتى والفريق يقدم مستويات متدنية.. النصر يسير في المسار الصحيح، حتى وبعض الأخطاء الممكن تعديلها، تحد من بلورة الصورة؛ لذا على جماهير الشمس أن تدعم رئيسها بالثقة المطلقة فيه، وأن تقرأ جيدا قائمة خياراتها في هذا الشأن، لتعرف قيمة سموه.