يوضح مروان المريسي، باحث في الإعلام الجديد، أن ال”فيس بوك” استطاع إغراء كثير من مستخدمي الإنترنت على مختلف توجهاتهم ومستويات ثقافاتهم عبر (سحر) برامج المصادر المفتوحة Open Sources التي تتيح للمستخدم العادي أن يتحول من مجرد متلقٍ بحت للمعلومات إلى صانع لها، وبلغة وجيزة “مؤثرا” فيها ومتأثرا؛ الأمر الذي جعل مجلة عريقة مثل “التايم” الأمريكية تختار المستخدم العادي للجيل الجديد من الإنترنت الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم عام 2006 نابذة وراء الظهر كل القادة السياسيين والمفكرين والعلماء، وهذا الاختيار عُد إقرارا بالدور العظيم الذي يلعبه “الفيسبوكيون” ونظراؤهم في الشبكات الاجتماعية الأخرى، مستغربا غياب صناع القرار عن ال”فيس بوك” لا حضورهم، ويقول: “لقد كان أميُّ الأمس من لا يستطيع القراءة وبات أميُّ اليوم من لا يجيد التعامل مع الحاسوب وشبكة العنكبوت، وأما غدا، وإن غدا لناظره قريب، فسيكون الأميُّ فيه من لا يجيد التعامل الإيجابي مع ال”فيس بوك”. ويشير المريسي إلى أن أبرز ميزة هي أن شبكة ال”فيس بوك” كانت الأنموذج الأمثل لما بات يردد لعقود من أن التواصل الجماهيري الحقيقي هو ما يتحقق فيه الوجود لكل من المرسل والرسالة والمستقبل والوسيط ورجع الصدى، ويضيف أن “المزايا “الفيسبوكية” أكثر من أن تعد، ففي كل يوم تطالعنا شبكة “فيس بوك” عبر مدونتها، التي أشبه ما تكون بمكتبها الإعلامي! بجديد آسر، بيد أن ميزة رئيسة ربما تكون الأجدر بالذكر وهي إتاحة الخيارات للمستخدم. ويؤكد أن “الفيس البوك” بات إعلاما اجتماعيا متكاملا سوف يحظى بما لم يحظَ به الإعلام التقليدي من الأدوات، ويمكن القول إن المدونين “الفيسبوكيين” هم “أقزامٌ بالفعل، كبار وصغار الأحجام”. ولا يستغرب المريسي من التحذيرات الطبية التي أطلقها علماء النفس في الدول الغربية من مغبة الإدمان على هذا الموقع، ويقول: “لا أستغربها وأتمنى أن أجد أكثر من نظير لها في العالم العربي، وفي الوقت ذاته أشدد على أنه من الضروري معالجة الأسباب لا الأعراض، ومن الأهمية البالغة التوازن في معالجة تعامل المراهقين والشباب مع هذا النوع الجديد من الإدمان، وهو في حالات نادرة أخطر حقا من الإدمان على المخدرات، إلى جانب الفراغ (وقتا وعاطفة)، هنالك من الأسباب التقنية الكثير مما يدفع للإدمان على ال”فيس بوك”، فحين يكون متاحا لكل فرد أن يضيف من يشاء ويقبل بمن يشاء ليكون صديقا له، وحين يكون متاحا لكل فرد أن يجد من يحاوره وإن كانا معا لا يعرفان عن بعضهما بعضا في حقيقة الأمر شيئا، وحين يكون متاحا لكل فرد التواصل بلا أدنى حدود، ماذا نتوقع غير الإدمان”؟