صعب جدا أن تكون مهمتك الوحيدة في الحياة أن تشاهد الكون حولك يتحرك ويضحك ويستمتع ويحزن ويحس بكل المشاعر الإنسانية، وأنت ثابت.. جامد.. غير قادر على الحركة أو التعبير.. الأصعب من هذا عندما تحس أنك ثقيل جدا جدا جدا على نفوس محبيك، وتراهم في كل مرة، وهم يلبون طلبا من طلباتك، متأففين.. متضايقين.. منك وحدك، أنت يا من جلبتهم للحياة.. تصبح سبب تنغيص حياتهم!!.. الحق أقول لكم.. أنا نفسي مللت وزهقت روحي من حياتي.. فأنا جسد بلا حراك.. وأنا الرتابة بعينها في كل تفاصيل حياتي الجديدة.. بعدما كنت أنا محور حياتهم ومصدر قوتهم واعتزازهم.. صرت.. عجوزا مسنا خرفا.. يكلفون عاملا آسيويا برعايته.. صدقوني أني أتمنى خلاصي قبلكم.. صدقوني أمنيتي الوحيدة الآن.. أن أريحكم من همي.. وأغمض عيني للأبد؛ كي تُبعث السعادة من جديد في حياتكم، لحظتها تكون دعوات الرحمة خيرا من دعوات الموت.