دخلت سيدة (مكاوية) في شجار ضار وعنيف مع أنثى قرد بأحد شوارع العاصمة المقدسة، حينما أحكمت الأخيرة قبضتها على طفلة الأولى وطوقتها بذراعيها بعد أن ضمتها لصدرها، ونجحت السيدة في زمن قياسي من استرجاع طفلتها لأحضانها وسط تعاطف أعداد كبيرة من المتجمهرين الذين تزامن مرورهم لحظة وقوع الحادثة لترتفع زغاريدهم ويعلو تصفيقهم. وبالصدفة المحضة كانت “شمس” شاهدة على الواقعة وتمكنت من رصدها بالصورة والكلمة، وقال أحد شهود العيان: “ما حدث كان بالنسبة لي كابوسا لم أر مثيلا له طوال سنوات حياتي التي تجاوزت الأربعين” وأضاف محمد الدرعي أنه كان قد هم بالخروج من أحد المطاعم الغذائية أثناء سماعه دوي أصوات امتزجت بين صرخات الأم الهستيرية والمفجوعة على طفلتها وبكاء الطفلة وأصوات أنثى القرد التي تلقت صنوفا من الضربات الموجعة والمتفرقة على جسدها من قبل الأم، وهو ما لم تقو أنثى القرد على تحمله لترخي ذراعيها عن الطفلة حتى تمكنت السيدة من استرجاع ابنتها. وأوضح شاهد عيان آخر أنه شاهد أنثى القرد قبيل وقوع الحادثة بدقائق قليلة جدا بحوزة عدد من الصبية الذين كانوا يستعرضون بها بعد وضع سلسلة حول عنقها طوال ذهابهم وإيابهم بين المحال التجارية والتسويقية، مشيرا إلى أنهم عمدوا لمغادرة المكان بها قبيل وصول دوريات الأمن التي هرعت من جراء تلقي غرفة العمليات بلاغات المارة. ولم تتمكن السيدة من التحدث لشمس” للوضعية النفسية التي كانت عليها من جراء ما اعتصرتها من مخاوف على ابنتها، لكنها اكتفت بالتساؤل: إن كانت إناث الحيوانات يدافعن عن صغارهن، فما الذي كان منتظرا مني؟ ولم تخف أنها منذ طفولتها وهي تخشى الاقتراب من القرود، لكنها في هذه الحادثة لم تشعر بنفسها إلا وهي تكيل لأنثى القرد ضربات أرجعتها إلا صدق مشاعر الأمومة تجاه أبنائها واستعدادها للقيام بالمستحيل حال شعورها بأنهن في خطر.