يعد يوسف كجمولا رئيس جمعية مسلمي ملاوي الشيخ الأبرز في دولة ملاوي، والعجيب أنه استمر قرابة الخمس سنوات قبل أن يقتنع بأن الدين الإسلامي هو الحق، وبعد ذلك لم يتركه القساوسة هناك فهم لا يزالون يحاولون حتى اليوم برغم مرور 11 عاما على إسلامه، تحدث ل «شمس» عن أوضاع المسلمين هناك في ملاوي، معرجا على معاناتهم مع أبسط المقومات، ومتمنيا للسعودية حكومة وشعبا مزيدا من الأمن والإيمان؛ لأنها لم تقصر قط في نجدتهم كما يقول، فإليكم ما دار بيننا: بداية حدثنا عن قصة إسلامك؟ إسلامي مر بظروف كثيرة، حيث إنني في الأساس كنت أعتنق المسيحية، وأحد رموزها في ملاوي؛ لأنني كنت قسيسا، ودخل عدد كبير على يديّ إلى المسيحية؛ ولذلك أحظى بدعم وتقدير كل المسيحيين في هذه البلاد، وجاءني مرة أحدهم، حاملا معه كتبا عن الإسلام، وكنت أكره الإسلام كثيرا، ولا أطيق حتى السماع عنه، إلا أن صدري انشرح لهذه الكتب فأخذتها، وبدأت أقرأ فيها وأتفحص هذا الدين، الذي يدعي أهله أنه هو الدين الحق، وظللت قرابة الأعوام الخمسة، وأنا أقلب وأتساءل وأبحث عن إجابات، حتى علمت يقينا أن هذا الدين هو دين الله للناس جميعا، فأعلنت إسلامي، الذي شكل صدمة كبيرة للمسيحيين هنا؛ لأنني كنت أنافح وأدافع عن النصرانية، واليوم أنا أصبحت في صف من كنت عدوا لهم بالأمس، ولكنهم لم يتركوني أرحل هكذا، بل حاولوا إغرائي، وتقديم الأموال وغيرها، ليثنوني عن إسلامي، ولكن من دخل الإسلام في قلبه لا يمكن أن يتراجع ولو لحظة واحدة، وأنا أحمد الله أنني أصبحت من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. هل تلقيت العلوم الشرعية وقرأت الكتب الدينية؟ بالتأكيد، حاولت أن أعوض السنين التي كنت فيها ضائعا وتائها عن معرفة الحقيقة، فبدأت أقرأ في الكتب الشرعية المعتمدة، عند أهل السنة والجماعة، وحصلت على نسخ كثيرة من عندكم من السعودية، وأصبحت أقرأ وأتعلم العلم، وكثيرا ما أحس بالراحة وأنا أقرأ في الكتب الشرعية، وأرتاح كثيرا عند قراءة القرآن الكريم، وبالمناسبة أنا انتهيت منذ فترة قصيرة، من ترجمة معاني القرآن الكريم بلغة (الشيشيوا)، واللغة المحلية في دولة ملاوي، ويتحدث بها قرابة عشرة ملايين مسلم، ولكنه لم يطبع حتى الآن، أتمنى لو تمكنت من ذلك، لأنني أصبحت كبيرا في السن الآن، والحاجة هنا كبيرة لأن نسخ المصحف التي وصلت من السعودية لم تتجاوز خمسة آلاف نسخة من مصحف المدينة. هل تمكنت من زيارة السعودية في فترة سابقة؟ زرت السعودية بعد إسلامي بعامين، وأديت فريضة الحج ولله الحمد، وتعرفت على علماء كبار لديكم بعد زيارتي كالشيخ ابن باز الذي يعتبر عالما كبيرا، ولكنني لم أتشرف باللقاء به، رحمه الله، وأرجو أن أتمكن من الحج مرة أخرى، وأن أزور السعودية؛ لأن الحرمين لا يمل أي مسلم من المكوث فيهما، والتشرف بالصلاة والذكر هناك. ما أكثر ما يعانيه مسلمو ملاوي؟ نحن نعاني كما قلت لك نقص الكتب المبسطة للتعريف بالإسلام، وكذلك عدم توافر نسخ كافية من المصحف وهذا الذي دفعني لترجمة معاني القرآن؛ لعلي أجد من يتكفل بطباعته، خاصة أن أجر الطباعة سيكون زهيدا، ثم نحن هنا نعاني كثرة المنصّرين، والمشكلة أن لديهم إمكانات كبيرة جدا، ولك أن تتخيل أن جمعية مسلمي ملاوي التي تعد بمثابة وزارة الشؤون الإسلامية لديكم في السعودية، لا تملك حتى درّاجة هوائية، بينما هذه المنظمات التي تأتي لتنصير المسلمين، تملك أكثر من 200 سيارة، ليتضح لك الفرق الكبير، ولكن مع كل هذا نحن ولله الحمد نسبقهم، وأعداد الذين يدخلون في الإسلام أكثر بكثير من أعدادهم. ما الجهود التي تقدمونها للتعريف بالإسلام ودعم المسلمين الجدد؟ نحن نقيم وبشكل دوري مناظرات، للمقارنة بين الأديان، لأننا رأينا أنها هي الوسيلة الفضلى حتى يقتنع الآخرون بك، فنحن نطلب من الآخرين أن يأتوا ويقدموا دينهم، ولله الحمد لدينا دعاة مؤهلون، وأغلبهم متخرجون في الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، حيث يتخرج كل عام قرابة ال 40 طالبا، ويكفي أنهم تخرجوا من عندكم من السعودية أرض العلم والعلماء، ونحن هنا ندعمهم، ونقدم لهم المساعدة الكافية، للانخراط مباشرة في الدعوة وبالتالي يسهمون في دخول الكثير إلى الإسلام، أما المسلمون الجدد، فنحن بحكم قلة الموارد المادية، فنتواصل مع المؤسسات الإسلامية الخيرية في الدول العربية، ولعل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، التي مقرها عندكم في السعودية تعد رائدة في دعم أعمال الجمعية، ونحن نقدم شكرنا الجزيل لخادم الحرمين الشريفين، وكل الحكومة والشعب السعودي، على وقفاتهم النبيلة معنا. هل لديك رسالة تريد أن توجهها في الختام؟ رسالتي هي لكل المسلمين أن يتمسكوا بدينهم أشد التمسك؛ لأن دينهم هو الحق الذي أنزله الله للبشرية جمعاء، وأن يحاولوا أن يخدموا دينهم بكل ما يستطيعون، فأصحاب الديانات الأخرى الباطلة يقدمون كل ما يملكون لخدمة الدين، فلا يقصر أي أحد في تقديم شيء ينفعه يوم القيامة، وفي النهاية أشكرك أخي محمد وأخي عبدالعزيز خميس الذي قام بدور الترجمة.