أكد الشيخ سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام أن الإخلال بمفهوم الأمن يهدد رسو سفينة المجتمع المسلم، وهو أمر لا قبول له بأي صفة كانت ومهما وضعت له المبررات والحيثيات التي يرفضها كل ذي عقل حي وفؤاد ليس هواء. وأكد في خطبة الجمعة أمس أنه متى دبّ في الأمة داء التسلل أو الانفلات الأمني من قبل بعض أفرادها فإنما هم بذلك يهيلون التراب على مفهوم الاستقرار ويقطعون شرايين الحياة عن الأجيال الحاضرة والآمال المرتقبة. وأوضح أنه ينبغي في هذا المقام أن ندرك مفهوم الأمن بمعناه الشمولي، وهو في أن ينطلق المجتمع المسلم على تقرير أن عقيدة المجتمع هي تحقيق الشهادة والبُعد عن الشرك بالله في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته والبُعد عن الشرك به في حكمه والبُعد عن الكفر بملة الإسلام والإلحاد فيها أو تنحية شرعة البارئ جل شأنه عن واقع الحياة أو مزاحمة شرعة غير شرعة الله مع شرعته جل وعلا. وأفاد الشريم بأن الأمن الفكري والتعليمي والتربوي والإعلامي هو مقبض رحى المجتمعات المعاصرة؛ إذ به يبصر الناس ويرشدون وبه يخدع الناس ويغربون، وبيّن أن إطلاق اللسان وسيلان الأقلام خائضة في المدلهمات والنوازل دون زمام ولا خطام لمن شأنه أن يحدث البلبلة ويوغر الصدور، وأن يخرج المجتمع المسلم من تشخيص النازلة الواقعة إلى التراشق والاختلاف وتصفية الحسابات الكامنة في النفوس فيكثر اللغط ويقل استحضار العلم. وبيّن الشيخ حسين آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي أن في السنة النبوية المطهرة النهي الأكيد والزجر الشديد عن التشبه بالكفار وبيان خطورة ذلك وسوء عاقبته على الأفراد وعلى الأمة. قال إن أهل العلم ينهون عن كل ما هو من أمر اليهود وأمر النصارى.