طالب الوطني عبدالله رابح مدرب لعبة الكاراتيه، بضرورة تغيير نظرة المجتمع تجاه ألعاب الدفاع عن النفس، إلى جانب أهمية إفساح المجال للمرأة السعودية بخوض غمار مثل هذه الألعاب، مشيرا إلى إمكانية ذلك متى وُجدت البيئة المناسبة التي تتواءم مع مجتمعنا المحافظ، وأشار المدرب الوطني الذي حاز عددا من الشهادات التدريبية، إلى ضرورة أن يعي أولياء الأمور الأبعاد النفسية التي تترتب على تعلم ابنهم هذه الرياضة وإعطاء تصور جديد مخالف للنظرة السابقة، كما تحدث رابح عن الكثير من الأمور التي تتعلق بهموم هذه الرياضة، وذلك خلال حديثه لشمس” في الحوار التالي: طالب الوطني عبدالله رابح مدرب لعبة الكاراتيه، بضرورة تغيير نظرة المجتمع تجاه ألعاب الدفاع عن النفس، إلى جانب أهمية إفساح المجال للمرأة السعودية بخوض غمار مثل هذه الألعاب، مشيرا إلى إمكانية ذلك متى وُجدت البيئة المناسبة التي تتواءم مع مجتمعنا المحافظ، وأشار المدرب الوطني الذي حاز عددا من الشهادات التدريبية، إلى ضرورة أن يعي أولياء الأمور الأبعاد النفسية التي تترتب على تعلم ابنهم هذه الرياضة وإعطاء تصور جديد مخالف للنظرة السابقة، كما تحدث رابح عن الكثير من الأمور التي تتعلق بهموم هذه الرياضة، وذلك خلال حديثه لشمس” في الحوار التالي: * ما رياضة الكاراتيه؟ وعلى ماذا تعتمد؟ الكاراتيه لعبة من ألعاب الدفاع عن النفس، و(الدفاع عن النفس) وجد منذ أن وجد الإنسان، ولكنه اختلف باختلاف الزمان والمكان؛ فقديما لم تكن هناك أسلحة يدافع بها عن نفسه، فبدأ الإنسان يبحث عن سلاح خفي يحميه من الأخطار، فوجد في المملكة الحيوانية ضالته، حيث شاهد كيف ينقضّ الأسد على فريسته، وكيف يدافع الجمل عن نفسه، ومن ذلك بدأ الإنسان يستخدم عقله الذي كرّمه الله به وتوصل إلى لعبة الدفاع عن النفس. * ما أهمية لعبة الدفاع عن النفس في تكوين شخصية الإنسان؟ من أهم الآثار النفسية لممارسي هذه اللعبة زرع الثقة؛ حيث تجد لاعب الدفاع عن النفس لديه ثقة كبيرة في نفسه ومدربه وفي تطبيقه للحركة، إلى جانب قوة تحمله. * كيف ترى نظرة المجتمع تجاه لعبة الدفاع عن النفس؟ بالتأكيد هناك نظرة خاطئة 100 في المئة تجاه هذه اللعبة على اعتبار أن المجتمع يعتقد أن هذه اللعبة خطيرة وهي مرتبطة بالشخص (البلطجي)، وهذا غير صحيح على الإطلاق؛ فهي رياضة جذابة حالها حال بقية الرياضات. * ولكن هناك نظرة اجتماعية تتعلق بكسر حوض لاعب الدفاع عن النفس.. هل هذا صحيح؟ أيضا هذه نظرة خاطئة؛ فلاعب الدفاع عن النفس ليس صحيحا أنه يكسر حوضه، وهذه من الصور الخاطئة التي يحملها المجتمع في ذاكرته عن هذه اللعبة؛ فلعبة الدفاع عن النفس تعتمد اعتمادا كليا على منطقة الصفاق، وهي عضلة تتمدد وتختلف من شخص إلى آخر؛ فهناك من يستطيع أن يمددها في أسبوعين وهناك من يحتاج إلى ستة أشهر على اعتبار السن وتركيبة الجسم، ونحن كمدربين نستهدف هذه العضلة دون سواها. * وهل هناك سن معينة لممارسة لعبة الدفاع عن النفس؟ ليس هناك سن معينة، ولكن كلما كان ممارسها أصغر كان ذلك أفضل من ناحية المرونة، أما في حالة الكبر فلا بد أن يأخذ المدرب وقته الكافي للوصول بالمرونة إلى حد معقول. * وماذا عن المرأة.. هل تستطيع تعلم هذه اللعبة؟ من الناحية الرياضية لا يوجد هناك مانع رياضي يمنع أي فرد سواء كان رجلا أو امرأة من تعلم هذه اللعبة، وهناك على المستوى الخليجي والعربي أبطال في هذه اللعبة من العنصر النسائي. وأعتقد أنه من الضروري أن تمارس المرأة هذه اللعبة متى وجدت البيئة المناسبة في مجتمعنا المحافظ، سواء من صالات مغلقة وكوادر تدريبية نسائية وتوافر شرط عدم الاختلاط بالرجال، كأن يوجد لدينا مراكز خاصة بالنساء مثلما هو حاصل في المعاهد المتخصصة لتأهيل النساء في مجال اللغة والطب والكمبيوتر؛ فهذه المراكز تحقق الخصوصية التامة، ومن ثم لا بد من وجود مراكز نسائية من هذا النوع لممارسة رياضة الدفاع عن النفس تحفظ لهن الخصوصية في مجتمعنا المحافظ. * وهل تؤثر ممارسة هذه اللعبة في أنوثة المرأة؟ تدريب المرأة يختلف عن تدريب الرجل من ناحية التركيب الجسماني والهرموني؛ وليس صحيحا أنها تسبب خشونة المرأة وإلغاء أنوثتها، بل على العكس هي تزيد من مرونتها ورشاقتها خاصة أن المرأة في مجتمعنا لا تتحرك كثيرا. * بعيدا عن ذلك، عندما يمارس لاعب كرة القدم أو أي لعبة أخرى، هذا النوع من الرياضة.. ماذا تقدم له مقارنة بزملائه اللاعبين؟ لعبة الدفاع عن النفس يستطيع تعلمها أي رياضي، على اعتبار أنه كلما كان الشخص رياضيا سهل عليه التعلم، وهذه اللعبة تزيد من مرونته وتقوي التكتل الجسماني فيه مقارنة بالذين لا يمارسونها إلى جانب أنها تزيد من سرعة ردة الفعل لدى الرياضي. * وهل يستطيع من لديه إصابة في منطقة معينة من جسمه، أن يمارس لعبة الدفاع عن النفس؟ هي لعبة متشعبة، والإصابات فيها واردة، وهناك إصابات تقعد صاحبها وأخرى تبعد ممارسها عن الرياضة، ولكن المصاب عليه أن يختار أي لعبة في الدفاع عن النفس لا تتعارض مع إصابته حتى لو اكتفى بما نسميه (الحركات التخلصية) في دورة رياضية متخصصة لا تقل عن ثلاثة أشهر. * في رأيك.. ما سبب تجاهل هذه اللعبة، وقلة الوعي تجاهها لدى المجتمع؟ السبب بالتأكيد هو الإعلام الذي أسهم في تعزيز بعض النظرات الخاطئة تجاه هذه اللعبة؛ فالجهات الحكومية لا تتحمل هذا التهميش على اعتبار أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أقامت اتحادات لجميع ألعاب الدفاع عن النفس وأجرت بطولات محلية وبعثت مدربين وحكاما في دورات داخلية وخارجية، ولكن المشكلة تكمن في الإعلام، الذي يركز على كل لعبة دون غيرها؛ فالبطولات تقام ولكن الإعلام لا يقوم بتغطيتها وعرض نشاطها أمام المجتمع، والمشكلة أنه حتى في تعليمنا الدراسي من خلال حصص التربية البدنية نهتم بألعاب دون غيرها، وهذا هو ما جعل المجتمع يجهل فنون هذه الرياضة الممتعة. * وهل من كلمة أو نصيحة توجهها إلى المجتمع؟ نصيحتي هي لأولياء الأمور؛ فأبناؤهم الصغار يملكون طاقة حركية هائلة، حيث تجدهم لا يتوقفون عن النشاط والحركة إلا وقت النوم، فعليهم الاهتمام بهم وبدلا من أن يلعبوا في الشارع فعلى ولي الأمر الاتجاه بهم إلى أقرب صالة تدريب للعبة الدفاع عن النفس سواء الكاراتيه أو الجودو أو التايكوندو، حيث سيجد أن ولده تغير تماما عن السابق، خاصة أنه سيكون أكثر ثقة بنفسه وأقل حركة. * ماذا تود أن تقول في الختام؟ حقيقة لا بد من شكر الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه على ما يقدمانه لقطاع الشباب والرياضة من اهتمام ونشر الوعي الرياضي بينهم، إضافة إلى محمد القليش رئيس الاتحاد العربي على نشر هذه اللعبة الممتعة، وكذلك الدكتور إبراهيم القناص رئيس الاتحاد السعودي للكاراتيه، ولا يفوتني شكر جريدة الشباب “شمس” التي أتمنى أن تتبنى تغطية مثل هذه الرياضة المهمة.