لم يستغرب الشارع الرياضي، خروج المدرب الهلالي السيد كوزمين، عن النص قبيل تتويج فريقه بكأس سمو ولي العهد، وهو ليس الخروج الأول، فهذا المدرب كثيرا ما اختلق المشكلات مع الجميع، تحت مظلة إعلامية وإدارية غير مدركة لعواقب الأمور، لكن المستغرب هو حديث السيد كوزمين للصحافة الرومانية حول الحادثة، حيث ذكر أن النصر هو من افتعل الحادثة؛ ليقصيه عن تدريب الهلال، بعد أن جرد النصر من كل البطولات..!!، وبربط هذا التصريح المخاتل بما تتناقله المواقع الهلالية على شبكة الإنترنت، وتخيلات بعض الكتاب الهلاليين في هذا الجانب، يبدو أن النصر أصبح شبحا يطارد الهلاليين مسببا لهم اختلاطا في المفاهيم وازدواجية في الرؤية.. لا أعتقد أن تصريح المدرب، خطر على باله في لحظة مراجعة لما حدث، بل يبدو أن هذا التبرير البليد وليد توهمات بدأت تتغلغل في الفكر الهلالي، وهذا يعني أن النصراويين تخلصوا من داء الوهم الذي كثيرا ما دمر طموحاتهم، وإن كانوا نجحوا في نقل هذا الداء لجارهم العزيز، فإنه سيعاني متاعب هذا الداء سنوات طويلة.. فيما مضى كان النصراويون، يعتقدون أن الهلال خلف كل صفارة خاطئة، وأن جميع القرارات تصاغ بالحبر الأزرق؛ مما مد مساحات كبيرة من التبريرات أمام أخطائهم التي كانت واضحة للمتابع العادي، لكنها لم تكن واضحة لأي محب للنصر نتيجة توهمات تسببت في غيبوبة فكرية عميقة، وزرعت الإحباط والوهن في طريق النصر.. شخصيا حاولت أعطل عقلي وأذهب مع السيد كوزمين ومع الواهمين مثله، ممن يتبنون نظرية المؤامرة النصراوية فيما حدث للسيد كوزمين، لكني فشلت بالإمساك حتى بأطراف دليل فالت في آفاق الخيال المسلي، فالنصر غير متواجد في الملعب؛ لأنه لم يلعب المباراة، لكني أعدت مشاهدة المباراة كاملة، وأعدث المقطع المليء بالإثارة الفجة مرات عدة، لكني لم أشاهد أي دليل يقدم قرينة ولو كانت ضعيفة على أن للنصر يدا فيما حدث، إلا إن كان السيد كوزمين شاهد وحده شبحا أصفر، زين له سوء عمله، ثم دفعه إلى الإقدام على كل التصرفات الرعناء، ثم رافقه هذا الشبح المتآمر وهو يقطع أرضية الملعب إلى غرفة الملابس ليحكي له هناك حكايات القصر المسحور.. يبدو أن الهلال مقبل على متاهات لا نهايات لها، إن ترسخت نظرية مؤامرة النصر في أذهان الهلاليين، خصوصا أن هذا التوهم قد بدأ يتبلور في الذهنية الهلالية، من خلال بروز جيل إعلامي هلالي جديد، يفتقد الوعي ويمارس اللعبة الإعلامية بسطحية تكرس هذه التوهمات غير العقلانية.