كثيرة هي تعقيدات دورات كأس الخليج. ليس من الضروري ﺃن يكون البطل الأكثر استعدادا ﺃو الأكثر جاهزية ﺃو الأكثر ترشيحا. فكم من منتخﺐ دلف إلى دورات الخليج، وهو يمتلك جُل هذه الخصال، لكن ذهبت الكأس بعيدا عنه! في كأس (خليجي) 18 انصبت الترشيحات في صالح منتخبنا كالعادة، والإمارات بحكم الاستضافة، والاستضافة فقط، وعمان بحكم التطور. قدمت الكويت مستويات لم تكن سيئة، لكنها لم تبتعد كثيرا. البحرين لم تقدم ذلك المستوى المأمول. خرجنا نحن بهدف (بغتة) لا يعبر عن مجريات نزالنا ﺃمام الإمارات، وذهبت تلك المستويات العمانية ﺃدراج الرياح. وفي هذه الدورة - وكما جرت العادة - تحضر التعقيدات، وتذهﺐ التوقعات، وﺃحيانا يرسﺐ المنطق في تفسير ما يدور في ﺃرض الميدان. الكويت تعود بشكل لا يجسد وضعها المأساوي قبل الدورة، في استعدادها المتواضع جدا، بينما تغيبت العراق وخسرت بثلاثية ورباعية. عمان تعود لما كانت عليه، ومنتخبنا ﺃمام اليمن حصل على ما يريد وﺃكثر مما يريد. على الأقل عادت الروح، وحضرت الأهداف بأشكال مختلفة. الإمارات تهزم اليمن بمستوى مهزوز، ثم تتعادل مع قطر في نزال غريﺐ. باستثناء عمان، لا ﺃرى ثمة بطلا كشر عن ﺃنيابه بشكل واضح، ومع ذلك، فكل تعقيدات دورات الخليج صعبة. ﺃقول: عمان؛ لعاملَين واضحَين فنيا: ﺃولا، عمان رائعة في الميدان، تجانس وترابط وفهم وإدراك لما هو مطلوب، جيل هو امتداد لجيل عمان الذهبي عمل عليه العمانيون كثيرا. ثانيا، عامل الأرض والجمهور. صديق لي ﺃكد لي ﺃن عمان لن تحصل على ﺃية كأس للخليج إن لم تحصل عليها في هذه الدورة تحديدا! لكنها التعقيدات يا صديقي! وما يدريك بتلك التعقيدات! الكويت ليست مخيفة، لكن مستواها يتصاعد، في ظل انخفاض مستوى المقابل: فالبحرين تهزم العراق بالثلاثة، ثم تخسر من الكويت بهدف. ولا ﺃعتقد ﺃن الكويت ستمر من العراق بسهولة، بل ستكون مباراة نارية، رغم فقدان العراق فرصة المنافسة. تصريحات ﺃحمد الفهد (رئيس الوفد الكويتي) وخبرته في التعامل مع دورات الخليج، يمكن ﺃن تؤتيا ﺃكلهما. دققوا في تصريحات لاعبي الكويت قبل نزال البحرين. جُل تصريحات لاعبي الكويت كانت تعطي الأفضلية للبحرين! (نوّ موهم) بالتصريحات، وصدق لاعبو البحرين! ﺃنهم الأفضل! بلعوا الطعم، وفي الميدان قال الكويتيون كلمتهم! ومع ذلك، فالمنتخﺐ الكويتي يسير بالبركة. العراق انتهت رسميا بنتائج تؤكد للمرة المليون ﺃن كأس آسيا طارت بغلطة! قطر دخلت ﺃمام الإمارات بواقعية، حتى لو كانت هذه الواقعية تعني التعادل للمرة الثانية، طالما ﺃن المباراة الختامية لقطر ﺃمام اليمن. ﺃما مباراتنا ﺃمام الإمارات، فستكون ملتهبة، وقد تلعﺐ ﺃهداف منتخبنا عامل ضغط حتى على القطريين! لكنها تبقى قراءاتٍ تقف ﺃمام التعقيدات ضعيفة! التصريحات تلعﺐ دورا كبيرا على ﺃرض الميدان! ومع ذلك، تبقى التعقيدات حاضرة! وينتفي كل ﺃمر آخر! .