في الوقت الذي شهد فيه تنظيم حجاج الداخل تشديدا في ضرورة استخراج التصاريح اللازمة من الأحوال المدنية والجوازات صاحبته حملات توعوية لحجاج الداخل عن ضرورة التزام الأنظمة، فإنه تزامنت مع ذلك كله شائعات وتكهنات لوحظ انتشارها بين حجاج الداخل، مواطنين ومقيمين، مفادها ﺃن من لم يتمكن من الحج في هذا العام فقد يواجه مصاعﺐ في الأعوام المقبلة تعود في غالبيتها إلى ارتفاع التكاليف التي سيتحملها الحاج، خاصة ﺃنه ﺃصبح لزاما عليه الالتزام بالحملات الرسمية.. وﺃفاد حجاج من ا لمو ا طنين و ا لمقيمين ا لتقتهم "شمس" في المشاعر بأن من شأن ذلك ظهور المزيد من الحملات الوهمية الظاهرية التي قد تتفق مع الحجاج وبرضاهم وعلمهم لتكون مجرد غطاء، ﺃي ﺃن المبلغ الذي يدفعه لها هو لمجرد ورقة عقد واستخراج تصريح ومقابل بعض الإجراءات المطلوبة رسميا فيما قبل دخول مكة والمشاعر، ﺃما في المشاعر فالحاج مسؤول عن نفسه.. وهذا الافتراض المتوقع بدرجة كبيرة كما كشف بعض الحجاج موجود بعض من صوره على مستوى حجاج الداخل والخارج، وإن كانت الإجراءات الرسمية في مجال حجاج الخارج قد حدت منه. تشير الفرضية المتوقعة إلى تحد قادم فى مواسم الحج المقبلة مفاده ﺃن ﺃولئك الحجاج الذين سيفدون إلى مكة ضمن الحملات الوهمية سيكون الافتراش هو وسيلتهم للبقاء في المشاعر، خاصة في منى يوم الثامن ويوم العيد وﺃيام التشريق.. وفي الوقت ذاته شكك آخرون في ﺃن يفرض على حجاج الداخل الحج ضمن الحملات، ومن المشككين المستغربين لما يشاع الحاج علي الفقيهي (سعودي) والحاج مصطفى السيوفي (مصري) إذ يقولان: "الكثير من الحجيج من مناطق السعودية يحجون طوال ا لسنين ا لما ضية د و ن حملات، يركﺐ السبعة منهم والثمانية والأسرة الواحدة في سيارة ﺃو حافلة بما في ذلك غير سعوديين و يذ هبو ن للمشا عر: هل في المستقبل سيحجون ضمن حملات؟ .". ويضيف الفقيهي": لا ﺃتخيل ذلك.. لأنه يفتح الباب واسعا للتساؤل ﺃيضا عن حجاج مكةالمكرمة "، ويقول الفقيهي: "ﺃنا مواطن لكني غير قادر على دفع مبالغ للحملات، وهناك مواطنون كثيرون مثلي" ويتساءل ماذا إذن عن غير المواطنين؟ من جهتهم يقول كل من (محمد العسيري وماجد باعظيم ويوسف الزهراني) وهم معلمون قدموا من الطائف لحج هذا العام: "ليس لدينا حملة، دخلنا بسياراتنا للمواقف، ثم بدﺃنا الارتجال والتنقل بالدبابات، نأكل في ﺃي مكان ووقتما نشاء "، سألتهم عن النوم قالوا": ننام على حصيرة على سفح الجبل ﺃو ﺃي مكان نجده مناسبا، فهذا حج وكلها ثلاثة ﺃيام في منى.". وعما صرفوه من مال إلى الآن قالوا": شارفنا ﺃن ننهي موسم الحج، والحمد ﷲ لم نصرف مبلغا يتجاوز 1200 ريال فقط، فميزانيتنا جماعية.". ويضيفون": لو حججنا مع حملة فسندفع ﺃكثر من 15 ﺃلف ريال، وها نحن حججنا بعشر هذ ا المبلغ.". وزاد الزهراني": نحن حالة خاصة لكن من المؤكد ﺃن ﺃي حاج سيحج خارج الحملات لن يصرف 25 في المئة مما كان سيدفعه للحملات". و ا ستغللنا كو نهم مثقفين وسألناهم ما الحل؟ فأجاب العسيري: "الحل هو التدخل بتحديد ﺃسعار للحملات وعدم ترك الحبل على الغارب، فلا بد من ضوابط، فالكثير من الحجاج يشتكون من عدم وفاء الحملات بالتزاماتها.. بل وصل الأمر للنصﺐ على ا لحجا ج "، مذ كر ا بحملة نصف مليون ريال هذا العام التي يقول": هذه باختصار حملة كا ن هد فها ﺃ خذ مبلغ مقابل العقد المبرم مع الخادمة ﺃو السائق ﺃو العامل البسيط (غطاء فقط) وبمجرد وصولهم المشاعر يطلق ﺃولئك الحجاج ثم لا يجمعهم جامع في الحملة (غير الموجودة ﺃصلا) إلا العودة من الحج". وزاد الزهراني المتخصص في الفقه عندما سألناه فيما إذا كان ذلك سيغير من مفهو م ا لا ستطا عة خاصة ﺃن الذي يريد الحج قد يصبح مطالبا بدفع مبلغ لا قبل له به فأجاب: "نعم فمفهوم الاستطاعة يشمل كافة الظروف والأحوال المساعدة على الحج وﺃهمها الصحة والنفقة والمال".من جهته قال الحاج محمد الأمين عمر (سوداني) حج من الباحة ضمن مجموعة من المعارف والأصدقاء وليس ضمن حملة: "راتبي 2000 ريال، وعندما سألت عن الحملات قالوا إن ﺃقل ما يمكن دفعه هو سبعة آلاف ريال، وهذا مبلغ كبير يصعﺐ علي توفيره". على بوابة ﺃحد المخيمات الذي يبدو لحملة مهيأ ة للعما لة ا لبسيطة ذ ا ت ا لد خل ا لمتد ني قا ل ا لحا ج محمد منير (باكستاني: ) "تكلفة ما دفعته للحملة 1500 ريال والخدمات ضعيفة جدا"، ويضيف منير: "كلما جادلنا ﺃو انتقدنا الخدمة قالوا لنا هذا مقابل مبلغكم.. لماذا لم تدفعوا عشرة آلاف لتحجوا وتنزلوا في فنادق؟".