في الحج تتجلى ﺃعظم المعاني الإنسانية.. وﺃروع الصور الإيمانية... تلك المعاني والصور التي ظلت دول الغرب تنادي بها وقد بُحّت ﺃ صو ا تهم بمؤ تمر ا ت تعقد.. ولجان تشكل.. ومبادرات.. وشعارات.. ثم هم لا يجدون صدى ذلك في مجتمعاتهم إلا جرائم وسوءَ تعامل وخداعا وظلما؛ فهيهات هيهات وﺃنّى لهم ما لنا من خير؟ فالشرع المطهر ﺃتانا بما كفل لنا تحقيق التلاحم والرحمة والعطف فقال تعالى: "الحج ﺃشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، وما تفعلوا من خير يعلمه" اﷲ وعود على بدء: في تلك البقاع المطهرة .. الحرم.. منى.. مزدلفة .. عر فا ت.. ا جتمع الأبيض والأسود والغني والفقير، لا تربطهم لغة ولا مصلحة ولا تجارة بل هم مجتمعون على مائدة الرحمن.. كيف لا .. وهم ضيوف الرحمن الذي فرح بمقدمهم إليه .. وبقدومهم من كل فج عميق؟ نعم، اجتمع المؤمنون بزيّ واحد.. في مكان واحد.. وقبل ذلك لغاية واحدة.. اجتمع المؤمنون بقلوب منكسرة.. وﺃدمع منهمرة.. رافعين ﺃكف الضراعة باكين ذنوبهم وخطاياهم.. شا كين همو مهم وآلامهم لواليهم.. فهنيئا لهم فالرب جل في علاه قد باهى بهم ملائكة السماء.. فهم الذين ﺃتوه شعثا غبرا.. فاﷲ ﺃكبر لهذا العرس الإيماني.. قال الحبيﺐ بأبي هو وﺃمي: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته ﺃمه".