تبدأ غانا وصيفة منافسات النسخة ال28 من نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم اليوم مشوارها في المسابقة وعينها على اللقب باعتبار أنها وساحل العاج الأوفر حظا للصعود على أعلى قمة منصة التتويج. وتستهل غانا مشوارها بمواجهة بوتسوانا الضيفة الجديدة على العرس القاري ضمن المجموعة الرابعة، قبل أن تلاقي بعد ذلك بأربعة أيام مالي، وبعدها بالمدة ذاتها غينيا. وتسعى غانا إلى الفوز بمباراياتها الثلاثة في المجموعة سعيا منها إلى رفع معنويات لاعبيها قبل دخول الأدوار الإقصائية المباشرة أملا بمعانقة الكأس القارية للمرة الأولى منذ 30 عاما، وتحديدا 1982 في ليبيا عندما تغلبت بركلات الترجيح على البلد المضيف، والخامسة في تاريخها وبالتالي الانفراد بالمركز الثاني في لائحة المنتخبات الأكثر تتويجا باللقب، حيث تتشارك حاليا مع الكاميرون الغائبة الأكبر عن النهائيات، وتقترب من مصر حاملة الرقم القياسي بسبعة ألقاب منها في النسخ الثلاثة الأخيرة التي تغيب بدورها عن النسخة الحالية كما هو الأمر بالنسبة إلى نيجيريا والجزائر وجنوب إفريقيا. تملك غانا الأسلحة اللازمة لتكرار ما فعلته في أنجولا وهي تعول على جيان والشقيقين جوردان وأندريه أيوو، اللذين يرغبان في أن يحذوا حذو والدهما عبيدي بيليه المتوج باللقب القاري عام 1982، وسولي علي مونتاري «إنتر ميلان الإيطالي» وأسامواه كوادوو «أودينيزي الإيطالي». ويبقى أبرز الغائبين لاعبا وسط ميلان الإيطالي وتشلسي الإنكليزي كيفن برينس بواتنج ومايكل إيسيان على التوالي، الأول لاعتزاله اللعب دوليا بعد تألقه اللافت في المونديال، والثاني بسبب الإصابة، إلى جانب حارس المرمى الأساسي ريتشارد كينجسون كونه لا يلعب مع أي ناد في الوقت الراهن، علما بأن الأخير لعب دورا كبيرا في إنجاز النسخة الأخيرة. وشهدت استعدادات المنتخب البوتسواني بعض المشكلات بين اللاعبين والاتحاد المحلي حيث رفض اللاعبون التدريب دون منحهم مكافآت التأهل وقدرها 13 ألف دولار لكل لاعب، بالإضافة إلى مطالبتهم ب2000 دولار في حال الفوز في أي مباراة في النهائيات و1000 دولار في حال التعادل و4500 دولار في حال بلوغ ربع النهائي. بيد أن الاتحاد المحلي تذرع بعدم قدرته على تخصيص هذه المبالغ، كما أنه احتاج إلى تدخل حكومة بلاده الغنية بالماس ويبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، لتمويل معسكرين تدريبيين في جنوب إفريقيا. كما أن المدرب المحلي ستانلي تشوسان أعرب عن استيائه من عدم تلبية مطالبه بالقيام بمعسكرات تدريبية في كينيا والبرازيل، واختيار جنوب إفريقيا والكاميرون لذلك، بالإضافة إلى وقف المفاوضات معه لتمديد عقده حتى نهاية العرس القاري. وفي المباراة الثانية، تلتقي مالي مع غينيا في مواجهة ساخنة ومهمة جدا بالنسبة إلى الطرفين؛ لأن الفائز منهما سيخطو خطوة كبيرة نحو الظفر بالبطاقة الثانية في المجموعة على اعتبار أن غانا مرشحة بقوة للبطاقة الأولى. يدخل المنتخب المالي بقيادة مدربه الفرنسي الآن جيريس إلى النهائيات بهدف تخطي الدور الأول بالنظر إلى تشكيلته الشابة التي يغيب عنها ركائز الجيل الذهبي الذي فشل في ترصيع نجوميته بلقب قاري، أبرزهم فريديريك كانوتيه المعتزل ومحمدو ديارا ومحمد أمين سيسوكو. يذكر أن مالي لم تتخط الدور الأول للعرس القاري منذ عام 2004 عندما خرجت من نصف النهائي بخسارة مذلة أمام المغرب صفر-4. وتعقد الآمال على قائدها لاعب وسط برشلونة الإسباني سيدو كيتا ومهاجم سوشو الفرنسي موديبو مايجا؛ لأنهما يملكان الخبرة بين باقي اللاعبين. وتلهث مالي وراء اللقب القاري منذ عام 1972 عندما حلت ثانية، وهي حلت رابعة ثلاث مرات أعوام 1994 و2002 و2004. ولا تختلف الأمور لدى الغينيين الذين غيروا جلد منتخبهم بنسبة كبيرة، حيث لجأت الإدارة الفنية إلى اللاعبين الشباب الموهوبين مع الاحتفاظ ببعض أصحاب الخبرة من قبيل القائد باسكال فيندونو الذي فسخ عقده أخيرا مع سيون السويسري والمهاجم إسماعيل بانجورا والمدافع العملاق ديان بوبو بالديه .