نيقوسيا - أ ف ب - يملك المنتخبان الغاني والعاجي فرصة ذهبية للظفر بلقب النسخة ال28 من نهائيات كأس امم افريقيا لكرة القدم المقررة في الغابون وغينيا الاستوائية من 21 كانون الثاني (يناير) الجاري الى 12 شباط (فبراير) المقبل، فيما تتربّص لهما منتخبات المغرب وتونس والسنغال لمعانقة الكأس الغالية. وستحاول المنتخبات الخمسة استغلال غياب خمس منتخبات قوية اخرى عن النهائيات هي مصر المتوجة بالنسخ الثلاث الاخيرة هي حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب 7 مرات، ونيجيريا بطلة عامي 1980 و1994، وجنوب افريقيا بطلة عام 1996، والجزائر بطلة عام 1990. وتبدو حظوظ منتخبي «النجوم السوداء» و«الفيلة» كبيرة جداً لوضع حد لصيام عن الالقاب دام فترة طويلة، وان كانت ساحل العاج توجت باللقب مرة واحدة فقط حتى الآن وكان ذلك قبل 20 عاماً عندما احرزته في السنغال عام 1992 بفوزها على غانا بركلات الترجيح الماراثونية في المباراة النهائية، فيما نالته الاخيرة 4 مرات اخرها قبل 30 عاماً وتحديداً في ليبيا عام 1982. وخدمت القرعة الى حد كبير المنتخبين الغاني والعاجي واوقعتهما في مجموعتين سهلتين نسبياً: ساحل العاج في الثانية الى جانب انغولا وبوركينا فاسو والسودان، وغانا في الرابعة الى جانب غينيا ومالي وبوتسوانا، كما انهما مرشحان لخوض المباراة النهائية في اعادة لنهائي 1992، وذلك في حال تصدرهما لمجموعتيهما في الدور الاول. ويملك المنتخبان الاسلحة اللازمة لاحراز اللقب خصوصاً وانهما كان قاب قوسين او ادنى من تحقيق هذا المبتغى في الاعوام الاخيرة: فساحل العاج خسرت نهائي نسخة عام 2006 امام مصر المضيفة بركلات الترجيح، ولم تكن حال غانا افضل بسقوطها امام الفراعنة بالذات صفر-1 في نهائي النسخة الاخيرة علماً بانها حلت ثالثة في نسخة 2008 على حساب ساحل العاج. ويطمح المنتخب الغاني إلى مواصلة بريقه بعد تألقه اللافت في نهائيات كأس العالم الاخيرة في جنوب افريقيا عندما كان قاب قوسين او ادنى من بلوغ دور الاربعة للمرة الاولى في تاريخه وتاريخ القارة السمراء لولا ركلة الجزاء التي اهدرها هدافه ولاعب العين الاماراتي حالياً اسامواه جيان في الثواني الاخيرة من الشوط الاضافي الثاني قبل ان يخسر بركلات الترجيح. وتعول غانا على جيان بالذات لرفع الكأس الذهبية وان كانت مشاركة الاخير في النهائيات غير مؤكدة اقلها في المباريات الاولى كون نجم العين يعاني من الاصابة وعلى رغم ذلك اختير ضمن القائمة النهائية. ولا تتوقف آمال الغانيين على جيان فقط، بل هناك الشقيقان جوردان واندريه ايوو، اللذان يرغبان في ان يحذوا حذو والدهما عبيدي بيليه المتوج باللقب القاري عام 1982، كما يبرز سولي علي مونتاري واسامواه كوادوو. ويبقى الغياب الاكبر للاعبي وسط ميلان الايطالي وتشلسي الانكليزي كيفن برينس بواتنغ ومايكل ايسيان على التوالي، الاول لاعتزاله اللعب دوليا بعد تألقه اللافت في المونديال، والثاني بسبب الاصابة، الى جانب حارس المرمى الاساسي ريتشارد كينغسون كونه لا يلعب مع اي ناد في الوقت الراهن. في المقابل، تعج صفوف المنتخب العاجي بالنجوم وجميعها تلعب في الخارج حيث لا يوجد اي لاعب محلي في التشكيلة النهائية. وتعقد ساحل العاج امالاً كبيرة على سداسي البريمر ليغ في مقدمته القائد ديدييه دروغبا وسالومون كالو (تشلسي) والشقيقان حبيب كولو توريه ويحيى توريه افضل لاعب في القارة السمراء عام 2011 (مانشستر سيتي) وجيرفيه ياو كواسي «جرفينيو» (ارسنال) وشيخ تيوتي (نيوكاسل)، الى جانب مدافع ليستر سيتي من الدرجة الاولى سليمان بامبا. وضربت ساحل العاج بقوة في التصفيات وكانت المنتخب الوحيد الذي حقق العلامة الكاملة. وستكون منتخبات المغرب وتونس والسنغال العقبة الاكثر صعوبة امام الغانيين والعاجيين، كونها الافضل مستوى بين باقي المنتخبات الاخرى عطفاً على صفوفها الزاخرة بالمواهب الصاعدة واصحاب الخبرة. فالمغرب الطامح الى لقبه الثاني في تاريخه بعد الاول قبل 36 عاماً في اثيوبيا (1976) ازاح عقبة الجزائر في طريقه الى النهائيات، وهو تحسن مستواه كثيرا منذ استلام البلجيكي اريك غيريتس لادارته الفنية وان كانت هناك مخاوف كثيرة من غياب المنافسة لدى ابرز لاعبيه الاساسيين الذين لا يلعبون في صفوف انديتهم الاوروبية في مقدمتهم القائد حسين خرجة (فيورنتينا الايطالي) ومروان الشماخ (ارسنال الانكليزي) وعادل تاعرابت (كوينز بارك رينجرز الانكليزي) واحمد القنطاري (بريست الفرنسي) الى جانب لاعبي انجي ماكاشكالا الروسي مبارك بوصوفة والمهدي كارسيلا بسبب توقف الدوري قبل شهرين. في المقابل، تعلق السنغال امالاً كبيرة على النسخة الحالية لتدوين اسمها في سجل المنتخبات الفائزة باللقب. وغردت السنغال خارج السرب في التصفيات وحجزت بطاقتها على حساب الكاميرون لتؤكد عودتها الى العرس القاري بعد غياب عن النسخة الاخيرة في انغولا، وهي تدين بذلك الى تشكيلتها المتجددة والتي اغلبها من الشباب الصاعدين ابرزهم مهاجم نيوكاسل الانكليزي ديمبا با ومهاجم فرايبورغ الالماني بابيس ديمبا سيسيه، بالاضافة الى خبرة 7 لاعبين شاركوا في نسخة غانا 2008 ابرزهم مهاجم السد القطري مامادو نيانغ. واذا كان تونس عانت الامرين في التصفيات وكانت قاب قوسين او ادنى من اللحاق بركب الفاشلين في التأهل قبل ان تخطف البطاقة الثانية في المجموعة ال11 وهي المجموعة الواحدة التي تأهل منها منتخبان (بوتسوانا وتونس) كونها الوحيدة التي ضمت 5 منتخبات، فان نسور قرطاج قطعوا شوطاً كبيراً في تحسين صورتهم وبدا ذلك جلياً في معسكرهم الاعدادي لنهائيات خصوصاً فوزهم الكبير على السودان 3-صفر ودياً الاثنين الماضي. ويأمل مدرب تونس سامي الطرابلسي الى تكرار انجازه مع منتخب المحليين عندما قاده العام الماضي الى اللقب القاري في السودان، ومنح نسور قرطاج لقبهم الثاني في التاريخ بعد الاول عام 2004 على ارضهم عندما تغلبوا على المغرب 2-1 في المباراة النهائية.