تملك غانا المرشحة للتتويج بلقبها الخامس في تاريخها، الأسلحة اللازمة لصدارة المجموعة الرابعة في النسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقررة في الغابون وغينيا الاستوائية من 21 يناير الحالي إلى 12 فبراير المقبل. ويحتدم صراع ثلاثي بين مالي وغينيا وبوتسوانا، التي تشارك للمرة الأولى في النهائيات، على البطاقة الثانية للمجموعة. يطمح المنتخب الغاني ثالث نسخة 2008 على أرضه ووصيف بطل النسخة الأخيرة، إلى مواصلة بريقه بعد تألقه اللافت في نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا عندما كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ القارة السمراء لولا ركلة الجزاء التي أهدرها هدافه ولاعب العين الإماراتي حاليا أسامواه جيان في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني قبل أن يخسر بركلات الترجيح. ولا تختلف الأمور لدى الغانيين عن نظرائهم في ساحل العاج والمغرب وتونس والسنغال من ناحية استغلال غياب عمالقة القارة عن النهائيات (مصر والكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا والجزائر) وبالتالي الظفر باللقب الخامس وفض الشراكة مع الكاميرون في المركز الثاني في عدد الألقاب. وبدا ذلك جليا على لسان المدرب المساعد كواسي أبياه عندما قال: «الهدف الرئيس للنجوم السوداء (لقب غانا) هو الفوز بالكأس لأننا لم نحقق ذلك منذ فترة طويلة وتحديدا منذ عام 1982». وأبلت غانا بلاء حسنا بقيادة مدربها الصربي ميلوفان راييفاتش حيث ساهم في بلوغها المباراة النهائية للنسخة الأخيرة في أنغولا وبمنتخب شاب أغلب عناصره من منتخب الشباب المتوج باللقب العالمي عام 2009، حيث غاب عن صفوفه أكثر من نصف الأساسيين بسبب الإصابة في مقدمتهم مايكل إيسيان نجم تشلسي الإنجليزي، قبل أن يؤكد علو كعبه في المونديال ويقودهم إلى الدور ربع النهائي. وتخلى راييفاتش عن منصبه مباشرة بعد المونديال لينتقل إلى تدريب الأهلي السعودي ثم منتخب قطر. وأبقى الاتحاد الغاني على المدرسة الصربية بتعاقده مع غوران ستيفانوفيتش الذي تبدو المسؤولية كبيرة على عاتقه لأنه مطالب بتحقيق نتيجة أفضل من سلفه أي التتويج باللقب، لكن المهمة لن تكون سهلة في غياب ركائز أساسية تتمثل في لاعبي وسط ميلان الإيطالي وتشلسي الإنليزي كيفن برينس بواتنغ ومايكل إيسيان على التوالي، الأول لاعتزاله اللعب دوليا بعد تألقه اللافت في المونديال، والثاني بسبب الإصابة، إلى جانب حارس المرمى الأساسي ريتشارد كينغسون كونه لا يلعب مع أي ناد في الوقت الراهن، علما بأن الأخير لعب دورا كبيرا في إنجاز النسخة الأخيرة. لكن غانا تملك أسلحة فتاكة بإمكانها سد الفراغ على غرار ما فعلته في أنغولا علما بأن الغيابات وقتها كانت أكثر بكثير من النسخة الحالية. وتعول غانا على مهاجم العين الإماراتي أسامواه جيان والشقيقين جوردان وأندريه أيوو، اللذين يرغبان في أن يحذوا حذو والدهما عبيدي بيليه المتوج باللقب القاري عام 1982، كما يبرز سولي علي مونتاري (إنتر ميلان الإيطالي) وأسامواه كوادوو (أودينيزي الإيطالي). من جهته، يدخل المنتخب المالي بقيادة مدربه الفرنسي آلان جيريس، إلى النهائيات بهدف تخطي الدور الأول بالنظر إلى تشكيلته الشابة والتي يغيب عنها ركائز الجيل الذهبي الذي فشل في ترصيع نجوميته بلقب قاري، أبرزهم فريديريك كانوتيه المعتزل ومحمدو ديارا ومحمد أمين سيسوكو. يذكر أن مالي لم تتخط الدور الأول للعرس القاري منذ عام 2004 عندما خرجت من نصف النهائي بخسارة مذلة أمام المغرب صفر 4. وتعقد الآمال على القائد لاعب وسط برشلونة الإسباني سيدو كيتا ومهاجم سوشو الفرنسي موديبو مايغا لأنهما صاحبا الخبرة بين باقي اللاعبين. وتلهث مالي وراء اللقب القاري منذ عام 1972 عندما حلت ثانية، وهي حلت رابعة 3 مرات أعوام 1994 و2002 و2004. ولا تختلف الأمور لدى الغينيين الذين غيروا جلد منتخبهم بنسبة كبيرة حيث لجأت الإدارة الفنية إلى اللاعبين الشباب الموهوبين مع الاحتفاظ ببعض أصحاب الخبرة من قبيل القائد باسكال فيندونو الذي فسخ عقده مؤخرا مع سيون السويسري والمهاجم إسماعيل بانغورا والمدافع العملاق ديان بوبو بالديه. وستكون المنتخبات الثلاثة غانا وغينيا ومالي مطالبة بالحذر وعدم الاستهانة ببوتسوانا أحد 3 ضيوف جدد على المسابقة مع النيجر وغينيا الاستوائية المضيفة. وكانت بوتسوانا أول المتأهلين إلى النهائيات وحجزت بطاقتها عن جدارة واستحقاق في المجموعة الحادية عشرة الوحيدة التي ضمت 5 منتخبات حيث تفوقت على تونس ومالاوي وتوغو وتشاد.