استيقظت ذات يوم من حلم مزعج كانت فيه طفلتان تصدران أصواتا صاخبة وهما تلعبان بدراجات أمام باب منزلنا، فيما كنت أحاول إسكاتهما ولكن بلا جدوى.. وبعد أن استيقظت لأطل من شرفة المنزل وجدت دراجتين «سكوتر» تقفان في نفس المكان الذي رأيت فيه الطفلتين المزعجتين! رحت أنتظر ظهور صاحبتي الدراجتين علني أرى نفس الطفلتين، إلى أن بادرني ملل الانتظار دون أن يظهر أحد! لم أتعجب من الحلم بقدر ما تعجبت مما أفعله! فما الذي كنت أنتظره وأنا أقف منتظرة؟ وما الذي يعنيه إن رأيت نفس المنام بكل تفاصيله؟ يعني صرت ماغي فرح مثلا؟! ومع أني لا أتذكر معظم الأحلام ولا يهمني تذكرها فلو شغلني كل حلم بتفسيره لما وجدت فرصة كي أعيش يومي! إلا أن كثيرين ممن يلجؤون لتفسير الأحلام يعتقدون أن كل منام هو رؤيا من الله وإن كان نوعا من حديث النفس وبقايا مختزنات العقل! فأصبحت الفتاة تنتظر أن تأتيها إشارة في منامها توحي لها ما إذا كان الشاب المتقدم لخطبتها مناسبا أم لا! كأن تراه يقرأ القرآن مثلا.. أو أن ترى رجلا صالحا يقول لها «هذا هو زوجك يا ابنتي».. فتوافق على الفور! أو أن ترى وجهه مسودا.. فترفضه! وإن لم تأت لها هذه الإشارة الإلهية تظل متحسرة، بل قد تظن أن الله لم يهدها للطريق الصحيح! ويستخير الشاب قبل قبوله وظيفة ثم يتغطى وينام عله يرى أمارة تريحه بشأن هذا القرار! أما ظاهرة ادعاء تفسير الأحلام فقد باتت أسهل الطرق لجني المال وسط شعوب تنام أكثر من نصف يومها ثم تنهمك معنويا وماديا لتفسير أحلامها! ويحضرني الحلم الوحيد الذي لجأت لتفسيره، فأفتت لي إحدى المتفقهات في الدين بعد أن بحثت في كتاب لابن سيرين أني سأفترق بعد الدراسة عن زميلة لي رأيتها في المنام! ولعجائب القدر أننا أصبحنا صديقتين حميمتين وها قد فات على تفسير هذا الحلم أكثر من سبع سنوات!