تعتقد الكثير من الأمهات أن ضمان تناول الطفل لغذاء صحي هو إحدى أصعب المهام التي تواجه أولياء الأمور، وذلك لأن أنماط الحياة العصرية تعني أن العائلات لن تتمكن من تناول وجباتها معا باستمرار بسبب أن الأمهات العاملات غير موجودات في كافة الأوقات للإشراف على طعام الأطفال، في وقت تؤكد فيه دراسة حديثة أن 25 % من الأمهات يتسببن في إدمان أطفالهن للوجبات السريعة تقليدا لهن. وقد يؤدي وجود أفراد آخرين من الأسرة أو مربيات أو خادمات لتولي مسؤولية أوقات الوجبات إلى إيجاد صعوبة في الإشراف على ما تحتويه وجبات الأطفال، حيث كثيرا ما يميل الأطفال الصغار إلى اللهو في أوقات طعامهم وخصوصا إذا أدركوا أن الأم غير موجودة للإشراف أو للاهتمام بالتفاصيل. يقول رئيس قسم الأطفال حديثي الولادة بمستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الدكتور سعد عبدالله الصعدي إن العناصر الرئيسية لغذاء الأطفال الصحي هي جودة المأكولات وليس كميتها، والرضع الذين لديهم زيادة في الوزن ليس بالضرورة أن يكونوا رضعا أصحاء، مشيرا إلى أنه رغم أن الرضع الذين لديهم زيادة في الوزن قد يبدون في صحة جيدة، إلا أنهم في واقع الأمر قد يكون لديهم نقص في العناصر المغذية الهامة التي تساعدهم على النمو «من المهم للأمهات أن يكن على دراية بما يقدمنه لتغذية الطفل ومقدار ذلك، فعلى سبيل المثال، قامت منظمة الصحة العالمية أخيرا بتقليل مقدار البروتينات اليومي الموصى به للأطفال، كما أشارت إلى ندرة عدد من العناصر الغذائية الأساسية في أكل الأطفال سواء كانوا يعانون من الوزن الزائد أو لا، وذلك مثل الحديد وفيتامين أ وفيتامين د والزنك واليود». وأوضح الصعدي أن المصاعب التي تواجهها الأمهات ضمن سعيهن لضمان تناول الأطفال لغذاء صحي قد تم كشفها في دراسة حديثة أجرتها «فايزر للتغذية»، وهي إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال تغذية الأطفال، ونفذتها مؤسسة «يوغوف سيراج» التابعة لمنظمة يوغوف الرائدة في أبحاث السوق في المملكة المتحدة. وتضمنت الدراسة استبيانا اشتمل على أسئلة عن تغذية الأطفال، وشاركت في الاستبيان أمهات مقيمات في منطقة دول الخليج والشرق الأوسط. وكان من أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة أن وجود العديد من مقدمي الرعاية للأطفال هو أمر له تأثير على غذاء الطفل، حيث اتفق 71 % من هؤلاء اللائي شاركن في الدراسة على أن المشاركة في الرعاية قد أوجدت صعوبات في تحديد القواعد، بينما قالت 67 % من الأمهات اللائي شاركن في الدراسة أن ذلك قد جعل التعامل مع المهام الروتينية أكثر صعوبة. وأضاف الدكتور الصعدي أن الطفل الذي له عدد من مشرفي الرعاية قد يواجه صعوبة في تأسيس أنماط تغذية مثالية، كما أن رعايته عبر أشخاص متعددون هو أمر له تأثير على تناول الغذاء الصحي في مرحلة الطفولة المبكرة، .