تعتقد الكثير من الأمهات أن ضمان تناول الطفل لغذاء صحي هو أحد أصعب المهام التي تواجه أولياء الأمور، وذلك لأن أنماط الحياة العصرية تعني أن العائلات لن تتمكن من تناول وجباتها معا باستمرار بسبب أن الأمهات العاملات غير موجودات في كافة الأوقات للإشراف على طعام الأطفال ويؤدي وجود أفراد آخرين من الأسرة أو وجود مربيات أو خادمات لتولي مسؤولية أوقات الوجبات إلى إيجاد صعوبة في الإشراف على ما تحتويه وجبات الأطفال، حيث كثيرا ما يميل الأطفال الصغار إلى اللهو في أوقات طعامهم وخصوصا إذا أدركوا أن الأم غير موجودة للإشراف أو للاهتمام بالتفاصيل. وإلى جانب هذه القضايا هناك حقيقة أن الصغار معرضون للإعلانات الخاصة بالغذاء اليوم والتي قد لا تعمل بالضرورة على تشجيع الجمهور على اتباع الأنماط الصحية للتغذية والعروض التلفزيونية الموجهة للطفل تتخللها إعلانات عن المأكولات السريعة والمشروبات والوجبات الخفيفة التي تحتوي على السكر، الأمر الذي يصعب على أولياء الأمور ضمان اتباع الأطفال لغذاء متوازن يمكنهم من النمو ليصبحوا شبابا أصحاء ويحافظوا على وزن مثالي. رئيس قسم الأطفال حديثي الولادة بمستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الدكتور سعد عبدالله الصعدي قال إن العناصر الرئيسية لغذاء الأطفال الصحي هي جودة المأكولات وليس كميتها، والرضع الذين لديهم زيادة في الوزن ليس بالضرورة أن يكونوا رضعا أصحاء وعلى الرغم من أن الرضع الذين لديهم زيادة في الوزن يبدون في صحة جيدة، إلا أنهم في واقع الأمر قد يكون لديهم نقص في العناصر المغذية الهامة التي تساعدهم على النمو ومن المهم للأمهات أن يكن على دراية بما يقدمنه لتغذية الطفل ومقدار ذلك، فعلى سبيل المثال قامت منظمة الصحة العالمية مؤخرا بتقليل مقدار البروتينات اليومي الموصى به للأطفال، كما أشارت إلى ندرة عدد من العناصر الغذائية الأساسية في أكل الأطفال سواء كانوا يعانون من الوزن الزائد أو لا، وذلك مثل الحديد وفيتامين (أ) و(د) والزنك واليود. وأوضح أن المصاعب التي تواجهها الأمهات ضمن سعيهن لضمان تناول الأطفال لغذاء صحي تم كشفها في دراسة حديثة أجرتها فايزر للتغذية، ونفذتها مؤسسة يوغوف سيراج التابعة لمنظمة يوغوف الرائدة في أبحاث السوق في المملكة المتحدة وتضمنت الدراسة استبيانا اشتمل على أسئلة عن تغذية الأطفال، وشاركت في الاستبيان أمهات مقيمات في منطقة دول الخليج والشرق الأوسط. وكان من أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة أن وجود العديد من مقدمي الرعاية للأطفال هو أمر له تأثير على غذاء الطفل، حيث اتفق 71 في المائة من هؤلاء اللائي شاركن في الدراسة على أن المشاركة في الرعاية قد أوجدت صعوبات في تحديد القواعد، بينما قال 67 في المائة من الأمهات اللائي شاركن في الدراسة أن ذلك قد جعل التعامل مع المهام الروتينية أكثر صعوبة. وأضاف الدكتور الصعدي أن الطفل الذي له عدد من مشرفي الرعاية قد يواجه صعوبة في تأسيس أنماط تغذية مثالية، كما أن رعايته عبر أشخاص متعددين هو أمر له تأثير على تناول الغذاء الصحي في مرحلة الطفولة المبكرة، وبالتالي فقد كان أمرا جيدا أن ندرك أن الأمهات على معرفة بالصعوبات التي يواجهنها في محاولتهن تنفيذ القواعد في أوقات الوجبات ويمكن وضع نمط لسلوكيات تناول الطعام في مرحلة الطفولة بحيث يستمر ذلك طوال حياة الشخص. وفي حالة تعرض الطفل للسمنة في عمر مبكر فإن ذلك سيكون مؤشرا لإصابته بالسمنة حينما يكبر، إلى جانب المتاعب الصحية المصاحبة للسمنة مثل السكر وأمراض الجهاز القلبي الوعائي وأمراض المفاصل، وبالتالي فإن هذا الأمر يشكل قضية هامة. ولا تنحصر الدراسة التي أجرتها فايزر نيوترشن على الجوانب الاجتماعية لتغذية الأطفال، فقد كان من الأهداف الرئيسية الأخرى للدراسة التعرف على مستوى وعي الأمهات بأهمية مختلف العناصر التي يجب توفرها في غذاء الطفل الصحي وقام نصف عدد الأمهات اللائي شاركن في الدراسة (53 في المائة) بتقييم معرفتهن بتغذية الطفل على أنها جيدة، بينما قال 11 في المائة منهن إنها ممتازة.