كشفت دراسة حديثة عن أهم المصاعب والضغوط التي تواجه العديد من الأمهات لضمان الغذاء الصحي لأطفالهن خصوصا في ظل وجود أفراد آخرين من الأسرة أو وجود مربيات أو خادمات لتولي مسؤولية أوقات الوجبات مما يوجد صعوبة في الإشراف على ما تحتويه وجبات الأطفال من قيمة وعناصر غذائية، حيث كثيرا ما يميل الأطفال الصغار إلى اللهو في أوقات طعامهم وخصوصا إذا أدركوا أن الأم غير موجودة للإشراف أو للاهتمام بالتفاصيل. وفي هذا الإطار رأى رئيس قسم الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الدكتور سعد الصعدي أن العناصر الرئيسية لغذاء الأطفال الصحي هي جودة المأكولات وليس كميتها، والرضع الذين لديهم زيادة في الوزن ليس بالضرورة أن يكونوا رضعا أصحاء، وعلى الرغم من أن الرضع الذين لديهم زيادة في الوزن قد يبدون في صحة جيدة، إلا أنهم في واقع الأمر قد يكون لديهم نقص في العناصر المغذية الهامة التي تساعدهم على النمو، ومن المهم للأمهات أن يكن على دراية بما يقدمنه لتغذية الطفل ومقدار ذلك، فعلى سبيل المثال قامت منظمة الصحة العالمية مؤخرا بتقليل مقدار البروتينات اليومي الموصى به للأطفال، كما أشارت إلى ندرة عدد من العناصر الغذائية الأساسية في أكل الأطفال سواء كانوا يعانون من الوزن الزائد أو لا، وذلك مثل الحديد وفيتامين (أ) وفيتامين (د) والزنك واليود. وأضاف الدكتور الصعدي أن الطفل الذي له عدد من مشرفي الرعاية قد يواجه صعوبة في تأسيس أنماط تغذية مثالية، كما أن رعايته عبر أشخاص متعددون هو أمر له تأثير على تناول الغذاء الصحي في مرحلة الطفولة المبكرة، وبالتالي فقد كان أمرا جيدا أن ندرك أن الأمهات على معرفة بالصعوبات التي يواجهنها في محاولتهن لتنفيذ القواعد في أوقات الوجبات، ويمكن وضع نمط لسلوكيات تناول الطعام في مرحلة الطفولة بحيث يستمر ذلك طوال حياة الشخص، وفي حالة تعرض الطفل للسمنة في عمر مبكر فإن ذلك سيكون مؤشرا لإصابته بالسمنة حينما يكبر، إلى جانب المتاعب الصحية المصاحبة للسمنة مثل السكر وأمراض الجهاز القلبي الوعائي وأمراض المفاصل، وبالتالي فإن هذا الأمر يشكل قضية هامة.