قليل هم الرافضون للشهرة، أو الذين يختبئون عن الفلاشات إذا لاحقتهم. كثير من الناس يبحثون عنها، ويسعون خلفها بشكل أو بآخر، ويقضون أمتع اللحظات وتلك الفلاشات تتابعهم وتبحث عنهم، ويدفعون مقابل ذلك في بعض الأحيان. وحدهم السعوديون يتفقون ولا يختلفون على الابتعاد عن تلك الفلاشات والتصوير، ليس في مجال الشهرة أو تحقيق الإنجازات والانتصارات، وإنما خوفا وهربا من كاميرات وفلاشات نظام «ساهر»، الذي جعل علاقة السعوديين بالكاميرا وفلاشاتها سلبية، بل إنهم يسعون بشتى الوسائل للهرب منها خوفا من ملاحقتها لهم في الشوارع والميادين العامة والطرقات، في إطار به «شبهة نفسية» تقريبا. ورغم أن كاميرات «ساهر» وفلاشاتها لم يمض على حضورها بين السعوديين عامان، إلا أنهم يعتبرونها ضيفا غير مرغوب فيه. بالنظر لإحصاءات الجهات ذات العلاقة وإدارات المرور، فإن الحوادث المرورية والمخالفات انخفضت إلى أكثر من 35 % في مختلف المناطق، وإن التجربة قديمة التواجد في دول مجاورة، حديثة التطبيق لدينا، وحققت الفائدة الحقيقية منها، واستمرارها «مطلب ملح للصالح العام». السعوديون إلى جانب المقيمين أصبحوا أكثر التزاما وحرصا على الطرقات، ومع بداية 2012، ستكون الفلاشات التي تلاحق معجبيها أو كارهيها السائقين في الشوارع، أقل استخداما وفائدة، بعد التزامهم بأدبيات وأنظمة وقواعد المرور. وما دفع السعوديين إلى رفض شهرة فلاشات «ساهر»، هو تكلفة تلك الصور المرتفعة، التي وصلت إلى 300 مليون ريال شهريا في الرياض، تحتضن ما يقارب 1.6 مليون سيارة بحسب إحصاء للهيئة العليا لتطوير الرياض، مقابل أكثر من خمسة ملايين سيارة في مختلف مناطق المملكة. الصور التذكارية والفلاشات وأضواء الشهرة، همّ يومي يفكر فيه اليوم المتجول في شوارع الرياض، في مختلف مناطقها الحيوية، وباتت فلاشات «ساهر» خطرا يوميا يطارد السائقين بمختلف توجهاتهم، من الذين لا يتقيدون بأنظمة المرور وقواعده؛ لذلك ما يضاف إلى خصوصية الشعب السعودي «رفضه لفلاشات الشهرة والهرب منها، قبل أن يدفع الثمن»!.