يكفيك أن تراقب تحركات الأندية الرياضية لاستقطاب اللاعبين خلال فترة التسجيل الثانية، لتدرك أن العمل البدائي هو الذي يحتل الواجهة، وأنه هو الشعار البارز في معظم أنديتنا إن لم تكن جميعها، فرئيس النادي الذي يخرج بعد كل مباراة ويرد على بعض الأسئلة الفنية بأنه لا يستطيع أن يخوض في الأمور الفنية وأن المدرب هو المختص عن ذلك.. نجده يناقض نفسه ويتحول إلى خبير فني من الطراز الأول في فترتي الانتقال، ويصبح هو صاحب الرأي وليس المدرب.. ويتفرد بكل القرارات التي تخص الفريق.. هذا هو الواقع.. حتى لو ظهر البعض من رؤساء الأندية وقال عكس ذلك وأن قراراته قائمة على مشورة فنية.. وفي هذا الصدد يقفز إلى ذهني اعتراف الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد ذات تغريدة عابرة عندما أكد أنه يستشير خالد الشنيف في بعض الأمور الفنية.. وهو الأمر الذي يكشف جانبا من العمل البدائي الذي تحدثت عنه وقلت إنه هو من يقف خلف معظم قرارات رؤساء الأندية.. ولا أدري كيف يحتل المحلل الفني مكان المدرب بمجرد أنه نجح في قراءة مجريات المباراة.. في حين أن المدرب هو القريب والخبير بتفاصيل ميدانية أكبر من نظرة تحليلية غير متعمقة.. ولهذا فلا يمكننا أبدا الثقة على الإطلاق بخيارات رؤساء الأندية على اعتبار أنها تأتي وفق معايير ومقاييس خاصة هي أبعد ما تكون عن الجانب الفني وأقرب للعاطفة والعلاقات.. وليس أدل على ذلك من عدم نجاح معظم اللاعبين الذين انتقلوا وفق منظور آحادي قائم على المجاملة والفلسفة الزائدة من رئيس النادي. الانتقالات يا سادة.. لا يجب أن تحدث بهذا الشكل، وتحتاج إلى نظرة احترافية يقودها المدربون لا الإعلاميون ورؤساء الأندية.. فالنصر عندما يخطط لجلب يحيى الشهري مثلا هل استشار مدرب الفريق؟ أم أن السياسة السائدة هو أن اللاعب يجب أن يكون قبل المدرب..على اعتبار أن المدرب لن يستمر طويلا. والواقع يقول إننا نفتقد في رياضتنا لأساليب علمية محددة في المفاوضات الفنية والانتقالات؛ لأنها متى ما وجدت سنحد بالتأكيد من انتشار ظاهرة تدوير اللاعبين المستهلكين فنيا في ملاعبنا.