الشنيف: راهنوا على تحيزي للأهلي فأصبحت مستشارا للأندية السعودية

بلغة الواثق من إمكاناته وبما خطته قدماه طوال مشواره الرياضي لاعبا فمدربا ثم محللا رياضيا عبر التلفاز، تطرق خالد الشنيف لما أثير حوله في الوسط الرياضي من أحاديث وما ألصقت به من تهم من قبل البعض بغرض التقليل من منجزاته التي حققها، بدءا بالمستطيل الأخضر وانتهاء بالتعليق الرياضي. الشنيف تخلى عن مقعده خلف الكاميرات وتفرغ للرد على أسئلة (النادي) فكان حوارا شيقا ومثيرا مع من أبدع في تحليل اللقطات وكشف الخطط والمتغيرات، وإليكم تفاصيل الحوار.
٭ بصفتك مدربا في أكاديمية النادي الأهلي ومحللا رياضيا عبر التلفاز.. هل حققت ما كنت تطمح إليه؟
٭٭ الشيء الجميل أن خالد الشنيف لم يخرج من مجاله الأساسي، كرة القدم، في كلا المجالين.
٭ وأين تجد نفسك أكثر؟
٭٭ التحليل الرياضي عملي الأساسي، أما مجال التدريب فهو هواية أكمل بها عشقي لكرة القدم، والعملان مرتبطان ببعضهما البعض.
٭ ما مدى رضاك عما حققته كلاعب؟
٭٭ بكل تأكيد أنا راض كل الرضا عما قدمته في الملاعب قياسا على السنوات ال (13) التي قضيتها في الملاعب، حيث شاركت في تحقيق ما يقارب (19) بطولة مع فريقي الشباب والأهلي، وكذلك مع المنتخبات الوطنية التي تشرفت بالانضمام إليها.
٭ قرار اعتزالك اللعب كان مفاجئا لمحبي الأهلي وللرياضيين كافة كونك كنت في أوج عطائك.. فهل هناك أسرار نجهلها؟
٭٭ قرار اعتزالي اللعب اتخذته عن قناعة تامة، لأنني شعرت بأنني اكتفيت بما قدمته في الملاعب، وبأنني لن استطيع أن أقدم أكثر مما قدمته، وليست هناك أسرار لأخبئها.
٭ ولكن مستواك الفني كان ينبئ عن مقدرتك على العطاء؟
٭٭ نعم لقد كنت على يقين بأنني لا زلت قادرا على العطاء لسنوات، ولكنني فضلت الانسحاب بهدوء وصمت لذات السبب الذي أشرت إليه سابقا.
٭ ألم يساورك الشعور بالندم؟
٭٭ لا، وأنا أحمد الله كثيرا بأنني لا زلت أعيش في ذات الوسط الرياضي الكروي الذي عشقته منذ الصغر.
أكاديمية الأهلي
٭ ماذا عن أكاديمية النادي الأهلي؟
٭٭ شهادتي مجروحة بهذه الأكاديمية، كوني أحد منسوبيها.
٭ هذا يدفعنا لأن نسألك عن حجم العمل الذي تؤديه هذه الأكاديمية، ومدى فائدتها لقطاع الشباب من صغار السن؟
٭٭ ما يؤدى من عمل داخل أسوار هذه الأكاديمية يصعب وصفه، كونه يؤدى من قبل أناس متخصصين كل في مجاله، وبالطبع هذا العمل الجبار يقف خلفه رجل رياضي خبير وعاشق للكيان الأهلاوي، وهو الأمير خالد بن عبدالله. أما ما قدمته الأكاديمية لقطاع صغار السن، فلا يمكن وصفه بالكلمات، وإنما بالوقوف على أرض الواقع ليتسنى لك الحكم على ما يؤدى لهذه الفئات السنية، مع الإشارة بأن الأكاديمية تهدف إلى الرقي بفكر النشء تربويا وتثقيفيا قبل أن ترتقي بمستواه رياضيا.
٭ هل هناك آلية للمحافظة على مواهب أكاديمية النادي؟
٭٭ الحفاظ عليهم يتم من خلال الالتزام ببرامج الأكاديمية التربوية والتثقيفية والتعليمية، والتي من شأنها أن تعزز سبل النجاح، عند تطبيق البرامج الرياضية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تطبيق هذه البرامج يتم من قبل أخصائيين اجتماعيين ونفسيين.
٭ بصراحة.. ماذا أضافت أكاديمية النادي الأهلي لخالد الشنيف؟
٭٭ أضافت لي الكثير ولله الحمد، ويكفي تعاملنا المباشر مع الأمير خالد بن عبدالله الذي تعلمنا منه أشياء كثيرة للغاية بحكم التعامل شبه اليومي معه، كذلك استفدت من خبرات المدربين الأجانب وتطبيقهم لأحدث الخطط التدريبية في مجال كرة القدم.
دعوة فضائية
٭ يقال بأن الصدفة قادتك لمجال التحليل الكروي التلفزيوني.. ما صحة ذلك؟
٭٭ هذا غير صحيح، فأنا ابن المجال الرياضي، وجئت من كرة القدم إلى كرة القدم، وكل ما في الأمر أنني تلقيت دعوة من الأخ وليد الفراج ولبيتها، وكانت بمثابة الفرصة التي قمت باستغلالها بكل ثقة وأمانة.
٭ ألم تتخوف من التجربة كونك حديث عهد بالمجال التحليلي والتدريبي، فضلا على الظهور التلفزيوني؟
٭٭ أبدا لم أتخوف، فأنا لدي الخبرة الكافية لأن أكون محللا ومدربا، ولدي ثقافة واسعة من خلال الاطلاع والمتابعة لأحداث كرة القدم، كلعبة جماهيرية شعبية.
٭ هل بالإمكان القول أن كل المحللين التلفزيونيين مقنعين؟
٭٭ هناك محلل مقنع في جانب وغير مقنع في جانب آخر، لذلك تجد أن هناك متابعين ومشاهدين يحبذون السماع لمحلل في بعض الجوانب ويحبذون غيره في جوانب أخرى.
٭ هناك من يردد بأن غالبية المحللين الإعلاميين في مجال كرة القدم غير مقنعين، وأنهم دخلاء على هذا الوسط؟
٭٭ هذا الحكم يصدره المشاهدون والمتابعون، وأنا أرى أن الكثير من الإعلاميين مقنعين للغاية في تحليلاتهم الكروية، وأنا كمشاهد من يوصل لي المعلومة السليمة الصحيحة، احترمه مهما كانت خبراته وقدراته.
٭ ما سر إعجاب الكثيرين بأسلوبك التحليلي؟
٭٭ أشكرك، وأنا لا زلت أردد أنني “عود في حزمة” كلها مميزة، فبجانب تمتعي بالعوامل السابقة التي تميز أي محلل تلفزيوني، أتمتع - ولله الحمد- بأنني حيادي لا أفرق بين الأندية أو انحاز لأحدها على الإطلاق والتحليل (أمانة) ومسؤولية وكل كلمة محسوبة على المحلل.
٭ ماذا ينقصك لتطور وتصقل موهبتك التحليلية بدرجة كبيرة؟
٭٭ احتاج إلى جزء كبير من الخبرة وخاصة في تحليل المنافسات الأوروبية والعالمية.
٭ ألا توافقني الرأي أن خالد الشنيف المحلل الكروي تفوق كثيرا على اللاعب؟
٭٭ خالد الشنيف اللاعب قدم ما يرضي نفسه والآخرين من خلال البطولات التي شارك بها، وربما يرى الآخرون أن تميزه كمحلل مقارنة بالمحللين كان أكثر تأثيرا ودويا، ومع ذلك لا زلت في بداية مشواري في مجال التحليل الرياضي.
٭ ما هو طموحك ؟
٭٭ وجودي كعضو في اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، هو بحق وسام غال من لدن الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ومن قبل نائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد، وهي أمانة غالية تحتم عليّ البحث عن تقديم كل ما هو جديد ومفيد.
٭ وما هو دورك بالضبط في اللجنة الفنية؟
٭٭ أنا أعمل ضمن اللجنة التي يرأسها الأستاذ محمد النويصر، وهدفنا تطوير كرة القدم السعودية والمدربين.
٭ هل تلقيت عروضا من قنوات رياضية أخرى؟
٭٭ جاءتني عروض شفهية كثيرة، ولكن ما يقدمه لي المسؤولون في (art) من رواتب ومزايا يكفيني عن أي شيء آخر، والأخ محيي الدين كامل وقف معي وقفات قوية، والعمل في القناة مريح والجو صحي، وهذا ما يجعلني لا أفكر في الاتجاه إلى أي قناة أخرى.
٭ فيما لو حظيت قنوات الجزيرة الرياضية بالدوري السعودي.. كيف سيكون موقفكم؟
٭٭ المنافسة مفيدة لجميع القنوات لتطوير مستوى الخدمات، وأيضا مفيدة للمشاهد الرياضي، والمنافسة الشريفة مطلوبة لتطور القنوات الرياضية نفسها أولا بأول.
٭ ما أبرز المواقف المحرجة التي تعرضت لها داخل الاستديو التحليلي؟
٭٭ البرامج التحليلية تكون فيها المواقف تلقائية والتعليقات على الهواء أحيانا تكون طريفة، والتأخر عن موعد تقديم التحليل بسبب الازدحام المروري والدخول والخروج بين الجماهير يعرضنا للكثير من المواقف المحرجة، كذلك حين سماع أسئلة الجماهير عن توقعي لفوز أحد الفريقين ومن يسجل الأهداف.
٭ ألم تتعرض لانتقادات لاذعة جراء تحليلاتك لبعض مباريات الفرق الكبيرة؟
٭٭ أبدا، وقد يكون سبب ذلك عدم انحيازي لأي فريق، ولمعاملة الفرق معاملة واحدة مهما اختلفت الألوان وبشهادة جميع النقاد الكرويين، فقد كان البعض يراهن على انحيازي للشباب أو الأهلي، لكنني أثبت أنني مع الجميع.
٭ هل ندمت على تحليل معين أو قراءة فنية؟
٭٭ الخطأ وارد، ولكن الندم غير موجود ولله الحمد.
٭ يقال بأن التحليل الكروي التلفزيوني ألغى التحليل الكروي الصحفي؟
٭٭ بكل تأكيد، لأن المادة تعرض بشكل مباشر وسريع على جميع المتابعين، خصوصا إذا كان الطرح حياديا وواقعيا.
* ماذا عن عقدك مع قنوات (art) الرياضية؟
** عقدي مع قنوات (art) ممتد من 2005 وحتى ما لا نهاية، وبصراحة الأجواء الصحية والتعاون والتعامل الراقي والراحة الموجودة بالإضافة إلى وفرة المادة التحليلية (المسابقات الرياضية السعودية والعالمية) كلها تساعد على البقاء.
* تعرضت لانتقادات إعلامية متنوعة فما مدى تأثيرها عليك؟
** أنا أتقبل أي انتقاد بصدر رحب إذا كان الانتقاد يهدف إلى بناء خالد الشنيف، ودائما آخذ حسن النية في كل الانتقادات الموجهة لي، ولم أفكر أبدا في أن تكون هذه الانتقادات مغرضة ضدي، وفي النهاية (جل من لا يخطئ).
* هل استفدت من زميلك المحلل (ماجد عبدالله) وهل فعلا تغطيان بعضكما فنيا؟
** ماجد عبدالله قبل أن يكون زميل عمل فهو لاعب كبير وأحبه كثيرا، وهو من أرقى الشخصيات التي تعاملت معها، واستفدت منه في مجال التحليل الرياضي.
* وماذا عن المحلل الدكتور مدني رحيمي؟
** الدكتور مدني رحيمي صديق عزيز وهو غال على جميع العاملين في (art) وأخ لا أستغني عن نصيحته دائما.
* هل عرض عليك المسؤولون في ال (art) تقديم برامج معينة ورفضتها بلباقتك المعهودة عنك؟
** حاليا أنا توجهي فني بحت وهو تحليل المباريات بالدرجة الأولى، ولكن في المستقبل ربما أقوم بالتغيير حسب مصلحة العمل وحسب الظروف.
* برأيك هل يحتاج استديو (art) المزيد من المحللين الرياضيين؟
** نحن محترفون ومتفرغون لهذا العمل، والمسؤولون في ال(art) هم الأدرى والأعرف بمدى الاحتياج، ولا نشعر بأي ضغوطات عملية على الإطلاق.
* كيف ترى تنافس القنوات الرياضية الأخرى معكم؟
** جميع هذه القنوات تبحث عن الفائدة للمشاهد، والتنافس مفيد لنا ويبقى المشاهد هو الحكم في انتقاء أفضل وأميز القنوات الرياضية، لكن برأيي أن قنوات ال(art) تقدم أفضل وأميز البرامج الرياضية، وتقوم بتغطية جل الأحداث الرياضية محليا وخارجيا على أعلى المستويات.
* يقال إنك تعمل مستشارا لبعض الفرق الكروية المعروفة، ما مدى صحة ذلك؟
** لا أخفيك سرا انه يوجد تعاون أخوي بيني وبين معظم الأندية السعودية سواء استشارات أو معلومات عن لاعبين ومدربين، والهدف من ذلك هو أن أسهم ولو بجزء بسيط في خدمة أنديتنا وكرتنا