ما زالت قضية إصابة عشرات المعتصمين المصريين بتسمم جماعي تشغل اهتمامات الشارع المصري، في ظل الغموض الذي يحيط بالقضية، بعدما أذاع التليفزيون الرسمي صور سيدة تقوم بتوزيع وجبات غذائية على المعتصمين، يعتقد أنها كانت سببا في إصابتهم بالتسمم. وأظهرت مشاهد الفيديو التي بثها التليفزيون المصري مساء أمس الأول، سيدة «مجهولة» تستقل سيارة ملاكي من نوع «شيفروليه لانوس» توقفت أمام مقر مجلس الوزراء، ثم وزعت وجبات غذائية على عدد من المعتصمين، قبل قليل من ظهور حالات الإصابة بالتسمم، التي وصلت إلى نحو 65 حالة. وفي وقت لاحق، طالب «تحالف ثوار مصر» في بيان أورده موقع «أخبار مصر» الرسمي أمس، بمحاكمة «كل المسؤولين عن قتل وضرب وتسميم الثوار من شباب مصر» ودعا المتحدث باسم التحالف، عامر الوكيل، إلى مساندة وحماية الشعب المصري ل«شباب الثورة» المعتصمين منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع أمام مقر مجلس الوزراء. وما زالت السلطات المصرية تواصل جهودها لكشف أسباب إصابة عشرات المعتصمين أمام مقر مجلس الوزراء بأعراض تسمم جماعي الأربعاء الماضي؛ ما استدعى نقلهم إلى عدد من مستشفيات القاهرة، وسط أنباء عن تناول هؤلاء المصابين وجبة «حواوشي» فاسدة. ونفى وزير الصحة في حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور فؤاد النواوي، سقوط أي حالات وفاة بين الحالات المشتبه في إصابتهم بالتسمم، وقال إن إجمالي الحالات بلغت 65 حالة، غادر 64 منهم المستشفيات بعد أن استقرت حالتهم، باستثناء حالة وحيدة، ما زالت تتلقى العلاج بمركز «السموم» التابع لجامعة عين شمس. وأشار وزير الصحة، في تصريحات أوردها موقع «أخبار مصر» أمس الأول، إلى أن مستشفى المنيرة العام استقبل 27 حالة، فيما استقبلت مستشفيات القصر العيني 33 حالة، كما تم نقل خمس حالات إلى مركز السموم بجامعة عين شمس. من جانب آخر ذكر وكيل وزارة الصحة للشؤون الوقائية، الدكتور عمرو قنديل، أنه تم فور إبلاغ الوزارة بحدوث حالات تسمم جماعي بين المعتصمين أمام مجلس الوزراء، أخذ عينات من الطعام الذي تناوله المصابون، وهو عبارة عن «حواوشي» و«عدس»، وجرى إرسالها إلى المعامل المركزية التابعة للوزارة. وأضاف قنديل أنه تم أيضا أخذ عينات دم من 12 حالة مصابة ب«قيء» و«آلام في البطن» بالإضافة إلى عينات من «العصارة المعوية» لست حالات، وتم إرسالها إلى مركز السموم بطب عين شمس، والمعامل المركزية لتحليلها، مشيرا إلى أن النتائج ستظهر خلال 72 ساعة. المثير أن النتائج الأولية لعينات الدم، التي تم تحليلها في مركز السموم بالقصر العيني بعد ساعتين من أخذها، جاءت جميعها «سلبية»، بحسب المسؤول الصحي. وطالب الدكتور عبدالله الأشعل المرشح المحتمل للرئاسة، حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الدكتور كمال الجنزوري، بسرعة فتح ملف عاجل للتحقيق في واقعة تسمم المعتصمين أمام مجلس الوزراء، وتقديم الجاني لمحاكمة عاجلة بتهمة «قتل المصريين». ووصف الأشعل، في تصريحات أوردها موقع «أخبار مصر» الحادث بأنه «كارثة بجميع المقاييس، تضاف إلى الحوادث السابقة التي حلت بالشباب المصري» إلا أنه أكد رفضه ما تردد بأنها «محاولة لفض الاعتصام بوسيلة غير القوة» واستبعد أن يكون لمجلس الوزراء أي دور فيما حدث .