ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن قانونا سيصدر قريبا ينص على حرمان الجار غير المحترم مما نسبته 10 % من المنافع السكنية التي يتمتع بها، الحقيقة أن بعض الجيران لا يتذكر أنه يحتاج إلى تثبيت لوحاته الجدارية إلا في منتصف الليل ثم يقوم بتحويل العمارة إلى ورشة للنجارة، وبهذا القانون فإن من يثبت إزعاجه للجيران الآخرين فربما يبيت طوال الليل في ظلام دامس بعد أن يتم فصل الكهرباء عنه أو أن يبقى دون ماء لعدة أيام، بالمناسبة، نحن هنا نبقى دون ماء لعدة أيام رغم أن علاقتنا مع جيراننا في أفضل حالاتها. أعود لبريطانيا التي جرى فيها تغريم سيدة بريطانية ما يعادل ألف دولار تعويضا لجيرانها الذين تعذر عليهم النوم لعدة أسابيع من جراء صياح ديكها الذي كان لا يحلو له البدء في ممارسة هوايته تلك إلا في الساعة التاسعة من مساء كل يوم، وهو الموعد الذي يصادف موعد نوم جميع الجيران، وكانت لجنة تعنى بضبط الضجيج قد رصدت أن هذا الديك قد صاح 56 مرة ما بين الساعة الحادية عشرة ليلا والساعة الثانية صباحا فقط، بمعدل صيحة لكل دقيقتين تقريبا، ولو كنت قاضيا لحكمت حكما غيابيا بالإعدام شنقا على هذا الديك. غرمت السيدة وحلت القضية, لكن صاحبي الذي يقرأ معي الخبر يسأل ببراءة عمن سيحل قضيته مع جاره الذي يمتلك كتيبة من الأبناء ممن يتوقع لهم مستقبلا باهرا في حال إنشائهم فرقة تعنى بالفنون الشعبية إلا أن مشكلتهم الوحيدة والصغيرة أنهم لا يفرقون بين الساعة الرابعة عصرا والساعة الرابعة فجرا عند مزاولتهم لهواية الغناء تلك، أما والدهم فيبدو أنه من مشجعي أحد الأندية المحلية التي تتذيل سلم الترتيب, ثم إنه لا يكف عن الصراخ في كل مرة يستقبل مرمى فريقه هدفا متوقعا, يقول صاحبي إن المشكلة لا تتوقف هنا ففريق جاره قلما يخرج من إحدى مبارياته دون أن تستقبل شباكه أكثر من أربعة أهداف، صحيح أنني تضامنت مع صاحبي هذا إلا أنني لا أملك له حلولا حقيقية, فقدمت له كأضعف الإيمان أحد الاقتراحين التاليين إما أن يتبرع لفريق جاره بحارس بارع, وإما أن يغير مكان سكنه.