ثمة أسباب واضحة سلبت المتعة من الفريق الهلالي هذا الموسم، وجعلته كبقية الفرق..على الرغم من وصوله في الأعوام الأخيرة إلى أعلى درجات المتعة الفنية داخل المستطيل الأخضر...غير أن من يشاهده هذا الموسم يجزم بأن الفروقات الفنية واضحة بين الأمس واليوم.. حيث غابت المتعة وأصبح الفريق يسير برتم بطيء جدا حتى وهو يتعاقد مع لاعبين محترفين لهم سمعتهم الكروية.. ويملك أمهر اللاعبين وأكثر جاذبية في الدوري السعودي.. وأعني بذلك أحمد الفريدي.. وهو الأمر الذي يجعلنا نشير بأصابع الاتهام صوب المدرب توماس دول..الذي لا يزال عاجزا عن إيجاد شخصية فنية للفريق تقوده للانتصارات الساحقة والهيبة الفنية التي ارتبطت بالكيان الهلالي. وبعيدا عن الجانب الفني، فإن الإدارة الزرقاء تتحمل هي الأخرى شيئا من هذا التراجع الفني من خلال عدم اعتمادها على خطة مأمونة الجانب في التعاقدات مع اللاعبين الأجانب ولم تدرس حاجة الفريق بالشكل الجيد.. بالإضافة إلى أنها لم تتحرك حتى الآن لإيجاد حلول مقنعة على المستوى العناصري في العديد من المراكز التي أصبحت تعاني الضعف منذ أعوام طويلة. وفي تصوري الشخصي أن الإدارة لم تكن تملك الشجاعة من أجل الإعلان عن خطتها المستقبلية في تغيير جلد الفريق وإبراز وجوه جديدة يمكنها أن تبني الفريق الأزرق.. حيث إنها ظهرت مترددة كثيرا في إعلان هذه الفكرة.. خوفا من ردة الفعل الجماهيرية التي عادة لا تقبل أن يتم تصفية النجوم بهذا الشكل السريع والمفاجئ.. وما زال الهلال يقدم رجلا ويؤخر الأخرى في طريق تغيير جلده الفني وإعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من النجوم الشابة التي تستحق الاعتماد عليها في الاستحقاقات المقبلة...فإذا كان توماس دول قد اشتكى من آثار إبعاد محمد القرني النفسية عن تشكيلة المنتخب.. فعليه هو الآخر أن يستشعر هذا الموقف مع بقية اللاعبين الشباب ويكون أكثر ثقة في إعطاء الفرصة لأكثر من لاعب على رأسهم القرني نفسه.. وكذلك العمل على تصفية اللاعبين منتهي الصلاحية الذين يركضون كثيرا.. ولم يفيدوا الفريق حتى الآن في شيء..ولو أن «دول» أجلس الزوري مثلا على دكة الاحتياط فربما قدم خدمة جليلة ليس للهلاليين فحسب بل للجماهير السعودية بأكملها..!