تتجه أنظار الجماهير الرياضية مساء اليوم الإثنين صوب استاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض ، حيث الديربي الكبير ديربي العاصمة المثير الذي سيجمع الهلال بالنصر في الدور ربع النهائي لمسابقة كأس ولي العهد – حفظه الله – في مباراة تترقبها الجماهير بمختلف ميولها ، كونه اللقاء التقليدي التاريخي لهما والمنتظر مع كل موسم رياضي كروي ، فالفريقان تقابلا في هذه المسابقة في المواسم الأربع الأخيرة كانت الغلبة فيها للهلال على حساب النصر كان فيها الأزرق البطل للبطولة أربع مرات متتالية عبر من خلالها بوابة الأصفر نحو نيل اللقب ، فالسيناريو يتكرر للمرة الخامسة لنجد أننا أمام تحد جديد وقمة كروية عنوانها ( هلال ونصر وبطولة ). كيف وصل الفريقان لهذا الدور ؟ وصل الهلال لهذه المباراة بعد تخطيه فريق الشعلة في دور الستة عشر بالفوز بنتيجة 6\1 على فريق الشعلة في ملعبه في محافظة الخرج مع الأحداث الشهيرة في المباراة ، فيما وصل النصر للمباراة متخطيا الفتح على ملعبه بالأحساء بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقت الأصلي والإضافي بينهما . الفريقان قبل المباراة تتفاوت الأوضاع للفريقين قبل المباراة فالفريق الهلالي الذي يحارب على جبهتين دوري زين وكأس ولي العهد لا تبدو ظروفه جيدة قبل المباراة بعد أن تراجع في الدوري للمركز الرابع إثر خسارته من الأهلي 0\1 في جدة نظير النقص الفني الذي يعيشه الفريق بغياب لاعبيه المحترفين الأجانب الثلاثة عن المواجهة عادل هرماش ويوسف العربي المغربيان والسويدي ولهامسون العائد من قطر بقرار الإيقاف من لجنة الانضباط في الاتحاد القطري ، ويعد تأثير المغربيين أكثر تأثيرا فالأول لاعب وسط مهم في مركز محور الارتكاز الذي يعاني منه كثيرا الفريق والآخر هداف الفريق كأهم الأوراق الرابحة هذا الموسم، والفريق الهلالي في هذه المباراة يدافع عن لقبه الذي أحرزه لأربع مرات متتالية يسعى اليوم لتأكيد انتصاره الخامس وتجاوز أزمة الغياب القصري لأجانبه وعدم استقراره فنيا برحيل المدرب الألماني توماس دول . أما الفريق النصراوي فتبدو حاله أفضل من نده التقليدي الهلال نظير التعاقدات التي أبرمتها مؤخرا إدارته مع عدد من اللاعبين المحلين لدعم صفوف الفريق خالد عزيز في الوسط ومهاجم الوسط عبد العزيز السعران والجزائري الحاج بوقاش الذي انتقل بالإعارة من القادسية ويحارب فقط الآن على جبهة نيل لقب مسابقة كأس ولي العهد بعد أن تلاشت فرصته للفوز بلقب دوري زين رغم الفوز المعنوي الأخير على الفتح بهدف دون رد استعدادا لهذه المواجهة . الهلال متحفز لتكرار السيناريو الموسمي وتخطي النصر نحو اللقب الخامسالمباراة ستختفي معها كل تلك التفاصيل التي سبقت المباراة كونها ميدانيا لا تعكس واقع الفريقين قبل كل لقاء يجمعهما حيث التنافس التاريخي المثير الذي صب في مصلحة القمصان الزرقاء في السنوات الأخيرة فالتحضيرات النفسية لمثل هذه المواجهات عامل مهم قد تعكس كل التوقعات التي تصب لمصلحة فريق على الآخر خصوصا الجانب الهلالي الذي لا يتأثر عادة بالنقص كما هو حال مواجهته الأخيرة مع الأهلي في دوري زين حيث ظهر منافسا قويا لوجود البديل الجاهز ، ويدخل الهلال وهو حامل اللقب لأربع مواسم متتالية جميعها مرت من بوابة النصر كان الفريق فيها مستقرا فنيا على عكس مواجهة اليوم التي يبدو فيها أنه يمر بمرحلة عدم الاتزان ، كما أنه سيدخل من أجل المحافظة على لقبه قبل تحقيق فوز تاريخي جديد يضاف لسجلاته ، سيمثل الفريق في مباراة اليوم حسن العتيبي في حراسة المرمى وأسامة هوساوي وماجد المرشدي وعبد الله الزوري وسلطان البيشي في الدفاع وسلمان الفرج ومحمد الشلهوب وعبد العزيز الدوسري وسالم الدوسري ( أحمد الفريدي ) في الوسط وعيسى المحياني أو الكوري يونج يو في الهجوم ، وقد يضيف محمد القرني في محور الارتكاز حسب ما يراه توماس دول مدرب الفريق من خلال قراءته للخصم في المباراة . على الطرف الآخر نجد أن النصر يدخل المباراة وهو عاقد العزم على تعويض جماهيره ببطولة وتسديد فاتورة من فواتير الهلال المتعددة ، وتبدو الصفوف النصراوية أكثر تكاملا عن السنوات الأخيرة بعد التعاقدات التي أبرمتها الإدارة النصراوية مما يجعل الحلول الفنية متوافرة لدى السيد ماتورانا مدرب النصر الكولومبي الذي لن يفرط بفرصة مواجهة الهلال بهذه الظروف الفنية التي قد لا تتكرر له في كثير من المناسبات وبفرصة الظفر ببطولة تنتظرها الجماهير النصراوية على أحر من الجمر لسنوات طويلة قد تروي عطش محبيه أولا بإلحاق خسارة بغريمه التقليدي ومن ثم البحث عن البطولة التي تتطلب اجتياز البطل المتوج لأربع مرات متتالية ، لا شك أن الجهاز الفني يعلم جيدا أنه سيواجه وسط قويا في الهلال لذا سيكثف المنطقة باللعب بخمسة لاعبين للقضاء على مفاتيح اللعب الهلالية وإغلاق الثغرات المؤدية لمرمى حارسه عبد الله العنزي وتأمين الدفاع بعمر هوساوي ويحيى عنتر وخالد الغامدي وعبده برناوي ولديه خيارات كثيرة في الوسط لجانب خالد عزيز الذي قد يشارك مع إبراهيم غالب وبينو والحاج بوقاش وحسين عبد الغني وعبد العزيز السعران كورقة رابحة في المباراة ومحمد السهلاوي في الهجوم مع ورقة ريان بلال كل تلك الأمور الفنية بالطبع تحملها أجندة المدرب ماتورانا ورؤيته الفنية للمباراة وقد يلعب بالجاهزين كعبد الرحمن القحطاني في الوسط وعبد العزيز فلاته والاحتفاظ بالوافدين الجد على دكة البدلاء . عموما المباراة صعب التوقع فيها وترجع كثيرا لعوامل عدة تسبق المباراة كالعامل النفسي والروح العالية التي تتطلب مثل لعب هذه المباريات والرغبة في الفوز وضبط النفس في منافسات خروج المغلوب واستثمار الفرص أمام المرمى يحدد الفائز بالتأهل للدور نصف النهائي .