تتهيأ الكرة أمام المرمى للاعب الذي ما إن يحل اسمه إلا ويشيروا إلى أنه كان «سباحا».. لم يستوعب أنها تسقط أمامه ويواجه بها الحارس المرعب.. تعامل معها بشكل مخجل.. لأن إمكانياته أقل من أن تجعله يفكر في الحل المناسب في اللحظات الحرجة.. أرجوكم لا تغضبوا.. تجاه هذا الغضب.. وهذا الانفلات الكتابي تجاه لاعبينا.. لكنها هي حالة من حالات معاناة المتابع الرياضي السعودي من أشباه اللاعبين الذين بدؤوا يحتلون مساحة واسعة في المنتخب السعودي.. وتركنا الباب مفتوحا للذين يتحولون من الركض على المضامير والعدو فوق الحواجز والسباحة على الظهر إلى لاعبي كرة قدم يحملون على عاتقهم آمال الشعب السعودي بأكمله.. في استسهال حقيقي لممارسة هذه الرياضة.. وكأنها تعتمد على القرارات المزاجية والاعتباطية قبل الموهبة وامتلاك روح الفن والإبداع.. ولهذا يجب أن تصرخوا بالصوت الرفيع.. وتجوبوا الطرقات بحثا عن صاحب الحظ لكي يخوض التجربة حتى لو لم يكن صاحب موهبة ولا يجيد سوى الركض المجرد الخالي من أي روح إبداعية وذهنية متفتحة.. فربما «قام حظه وباع له واشترى».. وأصبح أفضل لاعب سعودي.. لأن الأفضلية لدينا هذه الأيام على «قفا من يشيل» فهوساوي هو أفضل مدافع رغم أنه لا يجيد ضربات الرأس ولا الارتقاء.. وحسن معاذ يركض كثيرا.. دون أن يعطيك لمحة فنية تستحق الإعجاب.. وجميع كراته تضايق جماهير المدرج قبل الحارس.. والزوري.. سيظل كارثة من الكوارث في تاريخ كرة القدم السعودية. هؤلاء للأسف هم لاعبونا.. وبالتالي من الطبيعي جدا أن تنتهي أحلامنا بهذا الشكل.. والمصيبة الكبرى هو أنك عندما تبحث عن أفضل من هؤلاء.. ستجد صعوبة كبيرة في العثور على اسم يستحق الثقة والإعجاب.. أليس ذلك دليلا صريحا على أننا نعاني من انعدام المواهب الرياضية.. المؤهلة بشكل احترافي؟ والسبب هو أن المسيطرين على مخرجاتنا الكروية لم يتغيروا.. فالذي يتحكم في التفريخ لا يملك أي نظرة مستقبلية صائبة تجاه الموهبة الفنية.. بدليل أن أعداد المنسقين سنويا من اللاعبين القادمين من الفئات السنية في أنديتنا يكاد يصل إلى رقم قياسي في تاريخ الرياضة السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة..!