إذا كنا نحتاج فعلا لإيجاد مقاييس واضحة لقياس مدى تطور الرياضة السعودية وتحديدا لعبة كرة القدم، فعلينا أن ننسف كل شيء وننظر فقط لانعدام المواهب الرياضية في ملاعبنا، فهذا المقياس يجب أن يكون هو الهاجس الحقيقي المؤرق لكل الرياضيين.. فالأمر بدا واضحا للمتابع الرياضي.. الذي أصبح يشاهد مباراة من 90 دقيقة ولا يجد فيها اللاعب الذي يطربه ويرضي غروره.. وليس أدل على هذا الكلام.. من مباراة البارحة.. هل كانت بحجم الانتظار..؟ هل كل اللاعبين الذين مثلوا الفريقين يستحقون هذه الهالة التي حصلوا عليها؟ 28 لاعبا يعتبرون هم صفوة اللاعبين السعوديين على اعتبار أنهم يمثلون الفريقين الأقوى الهلال والاتحاد.. ولكن لو أردنا من المتابع الرياضي الإجماع على نجوم حقيقيين من بين هؤلاء.. لما تجاوزت الخيارات أصابع اليد الواحدة... وهذا دليل حقيقي على أن أنديتنا أصبحت تحتفظ بأشباه اللاعبين.. الذين لا يقدمون ولا يؤخرون.. ولا تكاد ترى منهم في المباراة شيئا مميزا فقط.. وأفضل ما يفعلونه هو الركض بطريقة جميلة.. والقفز عاليا عندما تهتز الشباك.. هكذا هم.. وكم من هؤلاء موجود في أنديتنا.. والحقيقة أن رياضتنا ابتليت بهذا النوع من اللاعبين حتى إن بعضهم مثل المنتخب السعودي الأول في مناسبات كان يحلم العمالقة باللعب فيها.. والغريب العجيب أن هؤلاء لا يتطورون حتى وهم يلعبون الموسم الرياضي كاملا بشكل أساسي مع فرقهم.. ولا يحظون بثقة الجماهير.. ولا ثقة زملائهم داخل الملعب.. وفي تصوري الخاص أرى أن هذا هو المقياس الذي يجب أن نضعه في الاعتبار فنحن نكثر الصراع.. ونعشق «طاري» التقدم.. ولكن لا توجد مواهب تستحق الرهان عليها، فأغلب الذين نراهم يمثلون أنديتنا هم في الواقع غير مؤهلين لمسايرة تقدمنا الذي ننشده.. الأمر الذي يعني أننا يجب أن نلتفت بشكل عاجل وسريع للقاعدة.. ليس كلاما.. بل واقعا وأفعالا.. لأننا لا يمكن أن نتطور ونحن نرى مخرجاتنا بهذا الشكل التعس.. نريد تركيزا على الموهبة.. الموهبة الفذة.. التي تحكم عليها بالتفوق والتميز بمجرد مشاهدتها.. وفق المقولة الشعبية السائدة «اللاعب تعرفه من شكله».. صدقوني إن معظم لاعبينا من أشكالهم تعرف أن «ما حولك أحد»..!