كشفت تحقيقات إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية عن عدم وجود شبهة جنائية لحادثة تسرب الأبخرة الكيميائية لمادة الفارنيش «آيبوكس» التي وقعت في الصناعية الأولى بالدمام قبل نحو شهر. وأوضح الناطق الرسمي لإدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري مساء أمس، أن اللجنة المشكلة لهذا الغرض خلصت نتائج تحقيقاتها إلى «عرضية الحادث». وأضاف المقدم الدوسري أن اللجنة رجحت أن يكون الحادث نتيجة أسباب فنية «تقنية» في وحدة المعالجة بالفارنيش. وعلمت «شمس» أن المصنع الذي صدر منه التسرب صنف ضمن القائمة التي أصدرتها مديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية مطلع الأسبوع الجاري ل24 مصنعا في الصناعية الأولى بالدمام صنفت على أنها تشكل خطرا على سبعة أحياء سكنية مأهولة في الدمام والخبر. وكانت المنطقة الصناعية الأولى بالدمام شهدت قبل نحو شهر تسربا من أحد المصانع لغاز «الأيبوكسي» نتج عنه إصابة 28 شخصا تمثلت في حالات اختناق واحمرار في العينين وصداع مع صعوبة في التنفس وتم تعطيل المدارس في الأحياء السبعة المجاورة للمنطقة وإغلاق المنطقة الصناعية لمدة ثلاثة أيام قبل أن يعاد افتتاحها مرة أخرى لتشهد تسربا مجهولا آخر لغاز الأسيد الذي نجم عنه إصابة خمسة أشخاص. وبين الدوسري أن اللجنة ستقدم تقريرا شاملا بالتوصيات النهائية، التي تتضمن الحلول الهندسية والفنية الكفيلة بعدم تكرار الحادثة ملمحا إلى احتمالية فرض عقوبات مالية أو إدارية بحق المصنع. وبينت مصادر أن التحقيقات التي جرت بعد الحادثة أسفرت عن اكتشاف مادة لزجة شبيهة بالجل، كانت تتسرب من الخزان قبل وقوع التسرب، وخوطبت الشركة الأم في واشنطن للاستفسار عن ماهيتها وطرق التعامل معها فجاء الرد من الشركة الأم بأنها مادة لا خطر منها ولكن تجب إزالتها وإغلاق مصدر تسربها، وبعد ملاحظة ارتجاجات داخل الخزان، وارتفاع درجة الحرارة، تم منع المواد الكيميائية المزودة له، كما تم فصل التيار الكهربائي عن الخزان والمصنع، إلا أن المواد الموجودة في الخزان والمتمثلة في غازات النيتروجين، والهيدروجين، والكربون، واصلت التفاعل وأحدثت التسرب.