أظهرت نتائج تحقيقات أجرتها مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، «عرضية» حادثة تسرب غازات «آيبوكس»، التي وقعت الشهر الماضي، في أحد مصانع المدينة الصناعية الأولى في الدمام، ونتج عنها حالة «استنفار قصوى»، وتعليق الدراسة في 50 مدرسة، وإغلاق المدينة الصناعية، وإيقاف العمل في مصانعها ال178، وتسريح جميع عمالها. وكشف تقرير أصدرته الدفاع المدني، أمس (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، «عدم وجود شبه جنائية في حادثة تسرب الأبخرة الكيماوية لمادة الفارنيش (آيبوكسي نوفالك فينوليك)، التي وقعت في مدينة الدمام في 13 من شهر ذي القعدة الماضي». ورجحت اللجنة أن يكون وراء وقوع الحادثة سبب فني» ، في وحدة المعالجة بالفارنيش (VPI)». وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في الشرقية المقدم منصور الدوسري، في تصريح ل «الحياة»، أن «اللجنة المختصة في التحقيق، بذلت خلال الفترة الماضية جهوداً كبيرة، بعمل تحقيقات واسعة وشاملة، لجميع الجوانب، وعمل مسح للموقع»، مشيراً إلى أن اللجنة خلصت إلى أنه «لا وجود لأي شبه جنائية في الحادثة، وأن أسباب تصاعد الأبخرة ناتج من أسباب فنية بحتة». ولفت إلى أن الوحدة التي تصاعدت منها الأبخرة، «لا تزال مُغلقة إلى الآن. فيما تم تشغيل جميع الوحدات الأخرى في المصنع». وكشف الدوسري، أن اللجنة ستقوم خلال الفترة المقبلة، «بتقديم تقرير شامل، يتضمن التوصيات النهائية، وجميع الحلول الهندسية والفنية، لضمان عدم تكرار هذه الحادثة. كما سيتضمن التقرير توصيات اللجنة، بفرض عقوبات مالية أو جزاءات في حق المصنع»، لافتاً إلى أن اللجنة «تعكف حالياً، على إعداده وتقديمه للمسؤولين». وأبان أن هذه اللجنة تم تشكيلها من قبل أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد. وكشفت التحقيقات الأولية التي جرت عقب الحادثة مباشرة، عن وجود «مادة لزجة شبيهة بالجل، كانت تتسرب من الخزان قبل وقوع الحادثة، وتمت مخاطبة الشركة الأم، للاستفسار عن سببها. وأفادت بإمكانية مواصلة العمل، بعد تنظيف التسرب وإغلاقه، لمنع حدوث تسرب أكبر. ونفذ المصنع ذلك. كما قام بتكثيف الرقابة على الخزان، وبعد ملاحظة ارتجاجات داخله، وارتفاع درجة الحرارة، تم إيقاف مصادر العناصر الكيماوية المُزودة له، وفصل التيار الكهربائي عن المصنع في شكل كامل. إلا أن ذلك لم يمنع التفاعل الكيماوي للعناصر الموجودة داخل الخزان، المتمثلة في غازات النيتروجين، والهيدروجين، والكربون، التي نتج عنها الغاز الذي تسرب من قمة الخزان. يُشار إلى أن مديرية الدفاع المدني في الشرقية، أعلنت الشهر الماضي، حالة «الطوارئ» في حاضرة الدمام، بعد تسرب غاز من أحد مصانع المعدات الكهربائية، أدى إلى إصابة 28 شخصاً بصعوبات في التنفس. فيما توقفت الدراسة في 50 مدرسة، توزعت على سبعة أحياء قريبة من المدينة الصناعية، إضافة إلى توقف العمل في 178 مصنعاً. فيما انتشرت روائح «كريهة»، جراء انبعاث غاز «الآيبوكس»، الذي قدرت كمياته بنحو 40 ألف لتر. كما قامت مديرية الدفاع المدني بإخلاء المدينة الصناعية، لمنع وقوع المزيد من الإصابات بالاختناق، إثر حدوث حالات اختناق لبعض العاملين ورجال الدفاع المدني.