كثيرا ما نلاحظ مدى تميز بعض الفنانين في الوطن العربي وتواجدهم بشكل كبير في الحفلات الخاصة وفي المناسبات الوطنية والأعياد كالفنان راشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله ومحمد عبده على صعيد المملكة، حيث يحتلون المراكز الأولى في الأهمية من حيث المناسبات الوطنية والحفلات الخاصة بالدول العربية من مهرجانات في «هلا فبراير» و«دبي»و«قرطاج» و«قطر»، في حين من الكويت تحتل نوال ونبيل شعيل وعبدالله الرويشد الصدارة في الاختيارات، أما في الإمارات بالطبع وبلا شك حسين الجسمي وعيضة المنهالي في القمة وبلا منازع، وفي لبنان تحتل إليسا ونانسي ونجوى كرم وديانا حداد وفضل شاكر وراغب علامة الصف الأول، علاوة على دولة سورية التي لا تكاد نجد فيها سوى أصالة، وكذلك مصر لا نرى فيها سوى شيرين عبدالوهاب وتامر حسني، أما في المغرب فالتي التهمت القمة فيها أسماء المنور ومنى أمرشا رغم أنها في بداية مشوارها الفني، فنحن نلحظ إقبالا كبيرا عليها في الحفلات، وأخيرا البحرين التي تكاد لا تظهر فيها سوى الملكة أحلام، فهؤلاء النجوم نحن لا نقلل من شأنهم ومن مكانتهم في قلوب جمهورهم المنتشر في الوطن العربي، ولكن لو دققنا النظر أين بقية الفنانين فالوطن العربي مليء بنجوم مختلفين في الأعمار وفي الحقبة الزمنية؛ لدخولهم في الفن وفي محبة جمهورهم لهم! ولكن أين هؤلاء الفنانون من حفلات الصيف؟ وأين هم من المناسبات الوطنية؟ وأين هم من احتفالات أعياد السنة، فنحن لا نرى ظهورا لهم وكأن منظمي الحفلات في الدول العربية وقّعوا عقودا مختومة بختم نهائي وإلزامي أبد الحياة على تواجد فنانين دون غيرهم مهما تميزوا وقدموا أعمالا ملفتة للنظر على مدى مشوارهم الفني، وأكبر دليل على ذلك لا نرى حفلات للفنانين وليد الشامي وأحمد الهرمي، ولا نشاهد الفنانة وعد ومشاعل سوى في جلسات خليجية، ومصر على كثافة الفنانين بها إلا أنه ليس لهم ظهور إلا في حفلات لا تكاد تذكر إما أن تكون خاصة بحفلات طلاب الجامعة أو في عيد شم النسيم. على غير ذلك في لبنان يوجد نجوم عدة مثل وائل جسار وميريام فارس لا نكاد نراهم إلا في حفلتين أو ثلاثة وفي الأعوام الأخيرة فقط أما في السابق فلا حضور لهم، وكذلك الفنانان المبدعان حسن عبدالله وعادل محمود فرغم أنهما يتميزان بصوت وإحساس ولا أروع إلا أنهما مضطهدان من ناحية الحفلات، وغيرهم كثير والحديث عنهم يطول، فهل السبب في ذلك هم الفنانون لكون علاقاتهم بشركاتهم ليست بتلك العلاقة التي تجعلهم يهتمون بناحية تقديمهم للحفلات في المواسم الخاصة بها، أم هو السبب في الجمهور الذي لا يكثف الطلب عليهم ويكتفي بالنجوم الذين اعتاد عليهم وعلى رؤيتهم كل عام، وكأن حضورهم أمر أساسي لا مفر منه، سؤال يطرح نفسه ولكن هل سنجد له إجابة أم سيظل غامضا لدى الجميع؟