اختلطت المشاعر منذ أن تبلغنا فجر السبت 24 ذو القعدة 1432ه في وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، وبين فجر السبت غرة ذي الحجة 1432ه حيث استبشرنا باختيار ولي العهد الجديد الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي تسلم الأمانة الثقيلة من سلطان الخير والإنسانية، رجل الدولة والمهمات الصعبة وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الذي قاد خطوات التجديد الشامل في جميع أفرع القوات المسلحة، بحيث أصبحت مثلا يحتذى به في القدرات والكفاءات والإمكانيات، بل وحتى البنى التحتية المتطورة في المدن والقواعد العسكرية. نعم أرادها سلطان قواتا لتحمي الوطن ومكتسباته التنموية، وأصبحت القوات المسلحة رافدا من روافد الخير تعالج المرضى وتساعد في الكوارث. كما عمل، رحمه الله، على تطوير قطاع الطيران المدني حتى وصلت عدد مطارات المملكة ما يقارب الثلاثين مطارا تستقبل الملايين من المسافرين. فرحم الله سلطان بن عبدالعزيز ينبوع العمل الخيري رحمة واسعة، وجازاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء ونحن نودعه نقول له اطمئن فقد اختار أخوك خادم الحرمين الشريفين شريكك في حفظ أمن الوطن في الداخل وعضدك منذ البدايات في إمارة العاصمة الحبيبة الرياض نايف الأمن والأمان. نعم استبشرنا جميعا باختيار الأمير نايف وليا للعهد وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية ليكمل مسيرة أخيه مسيرة العطاء والبذل والعمل الدؤوب الذي تعودناه منه. نعم نبايعك يا نايف بن عبدالعزيز على السمع والطاعة وليا لعهد خادم الحرمين الشريفين قائد النهضة السعودية المباركة حفظكما الله، ومعينا له على تحمل أعباء الحكم ومسؤوليات العباد والبلاد وهي أمانة أثبتم خلال ما يزيد على نصف قرن جدارتكم بتحملها خاصة عندما توليتم مقاليد وزارة الداخلية فأدرتموها بحكمة وحزم فيه لين وسعة صدر واتخاذ سريع للقرار نابع من بصيرة نافذة وخبرة عميقة وثقافة عالية وأدب جم. وستبقى قيادتكم للقوات الأمنية في محاربة الإرهاب ودحره والانتصار عليه دلالة على بصيرتكم النافذة ورؤيتكم الواضحة للأمور حاضرا ومستقبلا، وقد أكملتموها ببرنامج المناصحة الذي أشاد به الغرب قبل الشرق ليمثل شخصيتكم في القيادة الحازمة التي تتبعها رحمة لا ضرر فيها على أمن الوطن والمواطن والتزامكم بالحوار كسبيل للإقناع. واختتم الحمدان بتأكيده أن الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين هو الذي زرع الطمأنينة والأمان في قلب المواطنين والمقيمين في هذا البلد الكريم المعطاء بفضل من الله ثم بدعم من القيادة الرشيدة، وأن اختياره من قبل المليك أكد هذه الطمأنينة فانعكست في العالم كله ترحيبا وإشادة.