تحتاج رياضتنا مع مرحلة قائدها الشاب الأمير نواف بن فيصل إلى إعادة هيكلة وصياغة جديدة تتوافق مع التوجهات التنموية لهذه البلاد.. سواء على المستوى الإداري أو الفني وحتى الإعلامي.. نحتاج إلى كفاءات شابة من شأنها الانطلاق نحو بناء رياضة عصرية بفكر جديد وخلاب يتلاءم مع ما وصلت إليه هذه البلاد من سمعة عالمية على الأصعدة كافة.. وقبل ذلك نحتاج إلى الوعي الكامل بضرورة التغيير والبحث عن الجديد.. فالوسط الرياضي يكاد يكون منغلقا على ذاته.. ويتمحور حول شخصيات ثابتة ليس لديها روح الاستمرارية والنفس الطويل في التعاطي مع المتغيرات العصرية، مللنا منها وهي تخرج علينا بمناسبة أو من غير مناسبة.. وتتعاطى بمفاهيم أكل عليها الدهر وشرب.. نحن بحاجة إلى رجال مرحلة يعيشونها بكل تفاصيلها ويضعونا دائما على مشارف الحقيقة.. من غير عناء ولا تكلف.. عقود من الزمن وشخصياتنا الرياضية لم تتغير.. تتكرر علينا في جميع المناسبات.. حتى مدربونا الوطنيون مللنا طرقهم وخططهم التدريبية.. فالمدرب الفلاني إن غاب لفترة معينة.. فإنه سيظهر حتما من جديد قائدا فنيا لأحد المنتخبات الوطنية، على الرغم من فترة غيابه التي قضاها حكما في منافسات الحواري أو الاستراحات.. فعودته إلى الواجهة من جديد لا تعني تطوره وحصوله على أرقى الدورات.. فقط شاهدوا الفئات السنية لمنتخباتنا تجدون أنها تائهة على المستوى الفني.. فالفكر الذي يقودها.. هو نفسه الذي لم يقدم موهبة واحدة مميزة للكرة السعودية طوال تاريخها. نريد أن نستشعر قيمة التغيير حتى ولو بشكل جزئي، حتى نقاشاتنا الرياضية سئمناها.. فإعلامنا لا يزال غير قادر على استيعاب أخطاء الحكام.. وأصبح يصدرها مع نهاية كل مباراة.. وكل همه هو أن يحظى بإعجاب المتلقي.. ناسيا أو متناسيا أن المتلقي لم يعد مثلما كان.. فقد أصبح أكثر وعيا من رواد الإعلام نفسه.. ولم يعد يعنيه ماذا يقول خبير التحكيم عن أخطاء الحكم.. فثقافته واطلاعه تغنيانه عن وجهات نظر أهل القانون أنفسهم..! لاحظوا وتمعنوا حالات الضجر والاستياء من العديد من الجماهير.. لتصلوا إلى حقيقة مفادها أننا بالفعل نحتاج إلى التغيير الذي يهز أركان المنظومة الرياضية بأكملها. نريد فقط أن نتغير.. لتصبح رياضتنا أكثر رقيا، ومجالا خصبا للإبداع وأهله.. فقط.. من سيعلق الجرس؟!