تختلف مواقف بعض الرياضيين من إعلاميين وغيرهم في التعامل مع القضايا الرياضية حيث نجد بعضهم يقحمون الميول في الطرح الذي يقدمونه، وقد يكون في بعض الطرح أحيانا شيء يلامس الحقيقة، لكن يلمس المتلقي أن ذلك لا يكون بطريقة تنم عن البحث عن إيجاد العلاج بل كمن يسكب الزيت على النار، حيث لا نلبث إلا قليلا حتى يقابله طرح آخر يتصدى لما كتبه السابق لأن هذه الطروحات كلها تدور في فلك اللاعب الفلاني وإخفاقه دون التشخيص الحقيقي لأسباب ما حدث، لأن المتلقي أصبح يعي ما يكتب ويعرف الحقيقة كاملة، ولذلك حثنا شرعنا المطهر على الإنصاف حتى مع العدو حين يخرج منا الحكم، ومن وجهة نظري أن بعض الكتابات الرياضية وتعامل بعض المسؤولين مع معطيات الرياضة خصوصا ما يتعلق بالمنتخب هي السبب فيما يحدث للرياضة السعودية على مستوى المنتخبات، ولذلك فإن الحل يكون بالإنصاف وعدم القسوة على اللاعبين خصوصا في المنتخب لأنهم ربما يعيشون معاناة وليس هناك من يستطيع توظيف قدراتهم في الملعب، واللاعب السعودي معروف عنه أنه عاطفي يتأثر بما يكتب عنه، بل نحن جميعا تلامس الكلمات الطيبة والمواقف المؤثرة مواقع الضعف في حياتنا، فتدفعها إلى الارتفاع بقوة، وإلى المبادرة السريعة، فلا تظهر الآثار السلبية إلا في النادر، وهب أن أحد هؤلاء الكتاب كان لاعبا وهذا الهجوم عليه ماذا كان سيعمل؟ نحن بحاجة إلى تكريس مفهوم الإنصاف في الطرح حتى لا يحدث ظلم لأحد ممن تتناوله الأقلام وهو ليس مسؤولا عن وضعه في اختياره للمسؤولية التي أنيطت به لأنه قد لا يكون قادرا على القيام بها، دون وجود الأدوات التي تساعد على النجاح سواء في شخصيته أو التي تكون قادرة على تغيير العطاء الذي يقدم داخل الملعب، وهو ما كان بالنسبة للمنتخب مرتبطا بسوء اختيار المدربين وعوامل أخرى، ولهذا فإن المرحلة المقبلة تحتاج إلى طرح إعلامي أفضل مما حدث بعد الإخفاق وتحميل اللاعبين كل شيء، وهم بشر والقسوة عليهم ليست من الإسلام في شيء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) فهل أحد ممن قسا على اللاعبين يحب أن يقسى عليه بهذه الطريقة ستكون الإجابة بلا؟ لذا فإن الاستفادة من الأخطاء ومعالجتها هي أقصى ما يحتاجه الوضع الحالي والمسؤولية مشتركة وإن كانت النسب تختلف من وجهة نظري لذا يجب أن تكون المناقشة متجردة من الميول والإنصاف حتى تكون مقبولة عند المتلقين ونسأل الله العون للاعبين الذين يعيشون ضغوطات كبيرة في حياتهم نتيجة ما يكتب ويطرح في بعض وسائل الإعلام المختلفة.