في وسط العاصمة الرياض وبعيدا عن الاختناقات المرورية وزحمة السير، حيث تختفي معالم ناطحات السحاب وتبدأ تظهر من بعيد تلك الحصون القديمة والمنازل الطينية المهجورة التي شهدت ولا تزال شاهدة على عصر قديم عاشه الأجداد والآباء وتوارثه الأبناء، هنالك وفي جنوب شرق حي العود القديم وفي حقبة تاريخية قديمة تبرع الشيخ سعد بن عبدالعزيز بن حيان، أحد سكان المنطقة القدامى، والذي شهد له بالخير الكثير والكرم الجزيل بأرض متوسطة الحجم والمساحة من أجل أن تشيد عليها مقبرة يدفن فيها الأموات، وقد كان له ذلك، حيث أصبحت العود هي الأكبر والأهم شأنا من بين بقية مقابر العاصمة الرياض، وتأتي أهميتها بعد أن قامت أمانة منطقة الرياض بتوسعة مساحة المقبرة عقب نزع ملكية الأرض المجاورة لها من الجهة الشمالية. وقد شهدت مقبرة العود تجديدات على صعيد الأسوار الخارجية، حيث تم الانتهاء منها قبل قرابة ثلاثة أعوام، حيث قامت الأمانة بإزالة الأسوار القديمة وإنشاء سور جديد بمواصفات معمارية حديثة وتم تعميمه كتصميم موحد لجميع المقابر داخل مدينة الرياض. ولم يقتصر تطوير وتحسين المقبرة من الداخل فقط وعلى أسوارها، بل قامت أمانة منطقة الرياض بتطوير الأرصفة الخارجية وتشجير الواجهات الرئيسة للمقبرة وخاصة الواجهة الغربيةوالجنوبية، وعبدت الطرق الجانبية وزودت بالأشجار من الجهتين مع تركيب بوابات حديدية جديدة، كذلك تم فصل مباني الخدمات في المقبرة مثل المصلى والسكن والمرافق الأخرى عن مواقع الدفن بأسوار مرتفعة بطول ثلاثة أمتار تقريبا وتهيئة الطرقات الداخلية وأعمدة الإنارة. ويواري ثرى مقبرة العود أبناء آل سعود الكبار وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز موحد المملكة ومؤسسها، كذلك الملك سعود بن عبدالعزيز والملك فيصل بن عبدالعزيز والملك خالد بن عبدالعزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، كما تضم مقبرة العود أسماء مشهورة من الأسرة المالكة على رأسهم شقيق الملك الموحد «الأمير عبدالله بن عبدالرحمن»، رحمهما الله، والأمير محمد بن سعود الكبير، رحمه الله، والعديد من أبناء الأسرة المالكة رحمهم الله جميعا وتغمدهم بواسع رحمته.