تحتضن مقبرة العود عصر اليوم الثلاثاء جسد رجل الخير والعطاء صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران بعد رحلة طويلة قضاها سموه في خدمة دينه ووطنه. ويشهد عشرات الالاف من محبيه التشييع عند المقبرة، التي آوت خمسة ملوك كرام خدموا دينهم ورفعوا راية الاسلام على مدى حكمهم.وسيوارى جثمانه الطاهر الى جوار قبر ابيه موحد الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمه الله وقبر اخيه الملك سعود واخيه الملك فيصل والملك خالد والملك فهد عليهم شآبيب الرحمة. كما دفن بها ايضا الأمير عبدالله بن عبدالرحمن والأمير محمد بن سعود الكبير، وأيضًا الشاعر والوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي. ويشارك في التشييع عدد من القادة العرب والدوليين. وتشيع المملكة الفقيد بحزن شديد لما له من مآثر جليلة على الجميع اذ لا يخلو بيت او قرية او مدينة الا وكان سموه رحمه الله سباقا لتقديم يد العون فيها اما ببناء مستشفى او مدرسة او جامع او اغاثة ملهوف او علاج مريض. ومقبرة العود التي آوت خمسة ملوك لم تكن في يوم من الايام ذات رخام وحدائق غناء، فعندما زارها بعض الملوك والزعماء لمراسم تشييع سابقة ابهرهم البساطة التي يدفن فيها الناس وكان تساؤلهم الدائم هل بالفعل تدفنون ملوككم هنا؟ اين الرخام والمرمر بل اين الحدائق التي تعتلي كل مقابر الدنيا ما عدا مقابركم؟ وكلها اسئلة تلقى اجابة واحدة من عامة الشعب نحن وملوكنا سواء لأنهم تربوا على التواضع الجم فمنحونا محبتهم بالقلوب. ولا غرو ان يرقد احد ملوك الاسرة الحاكمة الى جوار مواطن بسيط دون ان تكون هناك أي ممانعة من أحد والمقبرة التي يبلغ حجمها الاجمالي ما يقارب ستة كيلو مترات تحيطها اسوار عالية لحرمة الاموات وهي ارض فضاء لا زرع فيها ولا بناء، ومنذ نحو 190 عاما واهالي الرياض يدفنون موتاهم فيها إذ كانت الرياض تسمى بلد مقرن في ذلك الوقت ثم سميت الرياض عندما جعلها الامام تركي بن عبدالله العاصمة. وكان لكل بلدة مقبرة «فمعكال» بلد و«منفوحة» بلد و«المصانع» بلد و«صياح» بلد و«وادي لبن» بلد وغيرها وتأتي مقبرة العود في الشهرة بعد مقبرة البقيع في المدينةالمنورة ومقبرة المعلاة في مكةالمكرمة، وتقع وسط العاصمة الرياض حاليا. وقد دفن بها أغلب افراد العائلة المالكة الى جانب عامة ابناء الشعب. وتشير بعض المصادر الى انه تبرع بها لاهالي الرياض الشيخ سعد بن عبدالعزيز بن حيان وهو من اهالي الرياض قديما، وقد اطلق عليها مقابر العود بعد دفن الملك عبدالعزيز على ثراها. وتعتبر «العود» من أكبر المقابر في المملكة حيث تصل مساحتها الى مائة ألف متر مربع، وظلت تستقبل غالبية الوفيات في منطقة الرياض خلال السنوات الماضية، وهو ما دفع أمانة مدينة الرياض لتخصيص اكثر من ست مقابر في جميع أنحاء الرياض، وفتح بعض المقابر القديمة الاخرى. ويرى الزائر للمقبرة العديد من الزوار ممن يأتون للسلام على موتاهم على مدار الأسبوع، وخاصة بعد صلاة يوم الجمعة.