كشف نزيل سابق بدار التربية للأيتام بمكةالمكرمة أن ادعاءاتهم بتعرضهم للضرب بالعصي والأسلاك وسوء المعاملة من قبل العاملين بالدار كانت ملفقة، وأنهم قصدوا منها لفت الأنظار إليهم. مشيرا إلى نقل بعض العاملين بالدار إلى مناطق أخرى وهو ما دفعه إلى الاعتراف بفعلتهم، خاصة أنه ينوي الحج هذا العام. وكان نزلاء الدار أكدوا لأعضاء من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان خلال جولة لهم بالدار في الثامن من مايو 2010 أنهم تعرضوا للضرب المبرح وسوء المعاملة من قبل بعض منسوبي الدار وكذلك تعرضهم للتجريح وتذكيرهم بماضي مجهولي النسب منهم، إضافة إلى سوء الوجبات الغذائية المقدمة لهم وتردي خدمات النظافة، وهو ما دفع الشؤون الاجتماعية وقتها إلى فتح تحقيق موسع في تلك الاتهامات.«شمس» العدد «1579». من جانب آخر أكد المدير العام للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي ل«شمس» أن جميع منسوبي الشؤون الاجتماعية لا يمكن أن يحملوا أي حقد أو ضغينة تجاه أولئك الأيتام نتيجة تلك الاتهامات الباطلة، لأنهم أبناؤهم وأنهم مجندون لخدمتهم والسهر على راحتهم «من أخطأ منهم في حقنا فليس أمامنا إلا الصفح عنهم». ودعا الفتي الذي اعترف بتلك القصة إلى انتهاز فرصة موسم الحج الذي قدم من أجله للدعاء لهم بالخير. وأكد آل طاوي أن التشديد في منع العقاب البدني في كل الدور الإيوائية نابع من أهمية اتباع الأساليب التربوية في التعامل مع نزلائها وهو ما تحرص عليه الوزارة، لافتا إلى توفر الاختصاصين النفسيين بكل الدور ومتابعتهم باستمرار للاطمئنان على صحتهم وسلامتهم. لافتا إلى أن كثيرا من أبناء دار الأيتام يعملون في وظائف كما أن بعضهم يكمل دراسته خارج المملكة. وكان الفتى محمد عبدالله «17 عاما» أكد ل«شمس» أن كل تلك الاتهامات كانت من خيالهم ، مشيرا إلى أنه وبالرغم من توزيع أبناء الدار السابقين على عدد من دور الرعاية في جدة والمدينة وتبوك منعا لإحداث الفوضى، إلا أن ضميره كان يؤنبه طيلة الفترة الماضية وأنه حاول الوصول إلى المعلمين المنقولين للاعتذار عما بدر منهم، غير أنه لم يتمكن من ذلك قبل توجهه إلى أداء فريضة الحج. وكشف عبدالله عن حاجة أبناء دور الرعاية إلى استشاريين نفسيين مستشهدا بإصابات عدد من النزلاء بحالات نفسية بسبب فقدهم للدفء الأسري وعدم معرفتهم والديهم .