جددت رئيسة مجلس إدارة جمعية أم القرى الخيرية المشرفة على «بيت الطفل» بمكة الدكتورة هانم ياركندي، تأكيدها على عدم تعرض الفتاة الهاربة لأي سوء معاملة من أي نوع، مشيرة إلى أنها ضد مبدأ العنف. وذكرت ل «شمس» أنه كُشف السابق عن سلوكيات عنيفة تمارس ضد نزلاء مثل هذه الدور الاجتماعية، كما كُشف عن قضايا مماثلة بين أفراد بعض الأسر، ولكن مع مضاعفة الجهد والبذل وتطوير آليات العمل وانتقاء الكوادر البشرية، باتت تلك المشاهد شبه معدومة. وأكدت أنه في حال ثبوت تورط أي من العاملات أو منسوبات البيت في أي قضية مماثلة، فإنها لن تتردد إطلاقا في تطبيق أقسى العقوبات النظامية حتى لو كانت على نفسها «سأخلي مقعدي على الفور، فمن يثبت تورطه في مثل تلك الأعمال هو شخص مجرد من الإنسانية». وكانت التحقيقات في أسباب هروب الفتاة «15عاما» كشفت أن وراءها دوافع شخصية بسبب خلافها مع عدد من زميلاتها، وأن قضية الهروب ليس لها أي علاقة بسوء معاملة من قبل العاملين في «بيت الطفل»، وتقرر إعادة الفتاة إلى البيت مرة أخرى. إلى ذلك، طالب العضو في عدد من الجمعيات الخيرية والحقوقية الشريف منصور أبورياش، وزارة الشؤون الاجتماعية، بضرورة إغلاق ملفات التعنيف والغلظة والقسوة التي يمارسها بعض منسوبي ومنسوبات الدور والجمعيات التابعة لها. وشدد على أن ما حدث في جدة من سوء معاملة تعرض لها بعض أطفال إحدى الدور في جدة ورصدته آنذاك الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ثم حادثة الشغب في دار الفتيات في مكةالمكرمة، هي أمور يجب أن تعجل باتخاذ الإجراءات الحاسمة. ولفت أبورياش إلى أن هروب الفتاة «ه» لا يمكن أن يكون بسبب خلافها مع زميلاتها وإلا لغصت الشوارع بالهاربات «لا بد أن في الأمر ما نجهله». وكانت الشؤون الاجتماعية في مكةالمكرمة فتحت ملفا للتحقيق في قضية هروب الفتاة التي عثرت عليها دورية أمنية قبل أيام في أحد شوارع مكةالمكرمة وسلمتها بدورها لمؤسسة رعاية الفتيات. وقال المدير العام للشؤون الاجتماعية عبدالله آل طاوي ل «شمس» إن التحقيق تم بمعرفة اختصاصيات من قبل الإدارة. أما مديرة مؤسسة رعاية الفتيات حفصة شعيب، فأشارت بدورها إلى أن التحقيقات الأولية مع الفتاة «ه. ع» وهي طالبة بالمرحلة المتوسطة، أظهرت أن سبب هروبها هو خلاف وقع بينها وبين إحدى زميلاتها في بيت الطفل تطور معه الأمر إلى حد مقاطعتها من قبل بعض الفتيات وهو ما لم تقو على تحمله. وذكرت أن الفتاة تخضع لجلسات نفسية واجتماعية يومية من قبل عدد من الاختصاصيات لتهذيب سلوكها ومعالجة بعض الآثار النفسية التي تعانيها، ودعتها للهرب أكثر من مرة. وعلمت «شمس» من مصادر مطلعة أن الفتاة كانت امتنعت عن الطعام بعد وصولها إلى مؤسسة رعاية الفتيات، كما انتابتها كوابيس مفزعة، الأمر الذي دعا إدارة الدار إلى تكليف اختصاصيات لمباشرة حالتها والمناوبة على مرافقتها في غرفتها، ودعوة إحدى المقرئات والداعيات إلى القراءة عليها أكثر من مرة، وهو ما أشير إليه ورفع للشؤون الاجتماعية في حينه .