علمت “المدينة” أن إدراة دار التربية الاجتماعية لرعاية الفتيان بمكةالمكرمة قامت باستكتاب 14 يتيماً من بين 150 اقرارات بأنهم لم يتعرضوا للضرب من الدار وأن الإخصائيين يعاملونهم معاملة حسنة في محاولة لرفض ما رصدته الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ووسائل الإعلام .. فيما رفض مجموعة من الأيتام الذين سبق أن تحدثوا ل “حقوق الانسان” ووسائل الإعلام خلال زيارة أعضائها للدار السبت الماضى التوقيع على الإقرار مؤكدين أن ماذكروه جزءا بسيطا من الحقائق والأدوات المضبوطة داخل الدار خير شاهد على تعرضهم للعنف وسوء المعاملة وتجريحهم بالتلميح والتصريح من بعض الإخصائيين العاملين. واشارت المصادر الى ان الشؤون الاجتماعية قررت نقل الأيتام النزلاء فى دار التربية الاجتماعية بمكةالمكرمة إلى محافظة جدة فى حال عدم الحصول على مبنى مؤهل لإيوائهم خاصة أن التقارير تشير لعدم توفر مبنى مناسب حالياً بالعاصمة المقدسة فى ظل أزمة الإسكان بعد المشروعات العديدة التى شهدتها مكة مؤخراً وإزالة آلاف الوحدات السكنية الضخمة لصالح مشاريع التوسعة والخطوط الدائرية. من جانبه اكد الدكتور حسين الشريف مدير الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة ل “المدينة” أن زيارة أعضاء مكتب العاصمة المقدسة لدار رعاية الفتيان تمت السبت الماضى بناءً على توصية من الهيئة الاستشارية لمكتب العاصمة المقدسة ، للتحقق من الخدمات المقدمة للأيتام ورصد واقعهم من الناحيتين السلبية والإيجابية وبناءً عليه تم رصد عدد من الملاحظات السلبية أهمها تلقى عدد من الشكاوى ضد بعض بعض الأساتذة فى الدار من استخدام الضرب وسوء المعاملة وهذا الأمر تكرر مع عدد كبير من الأيتام ، مشيرا الى ان النظافة فى الدار غير مقبولة خصوصاً من المطبخ ودورات المياه حيث لايمكن وصفها بأقل من سيئ. ورصد الوفد تذمر الأيتام من نوعية الأكل المقدم والشركة المتعهدة وهو عبارة عن نوع واحد من الأكل يقدم يومياً كما ثبت لنا أن الرعاية الصحية والطبية لاترقى إلى المستوى المطلوب نظراً لوجود طبيب زائر أيام الأحد والثلاثاء ولمدة ساعتين فقط بالإضافة لعدم وجود رعاية طبية متكاملة ومن الملاحظات السلبية قدم المبنى حيث تجاوز عمره 30 عاماً وطاقته الاستيعابية 70 شخصا ونزلاء الدار يصل 150.. كما لايتناسب عدد الإخصائيين الاجتماعيين مع عدد النزلاء حيث يوجد فقط 8 اخصائيين الاجتماعيين ، وهناك ندرة فى البرامج الثقافية والترفيهية حيث لايمكن النزلاء من زيارة المدينةالمنورة ومدن المملكة ولايوجد برامج فى الدار خصوصاً أيام المناسبات والأعياد أما البرامج الرياضية فهى أقل من المتوسط ، والمهاجع المخصصة للنزلاء دون المستوى المطلوب. واشار الى ان هناك جانبا إيجابىا يتمحور فى تواصل واستمرار صرف المكافآت المالية بشكل منتظم ، وهى 600 للمرحلة الإبتدائية و 700 للمرحلة المتوسطة و 900 ريال للمرحلة الثانوية أما المرحلة الجامعية فيصرف لهم 1200 ريال وهذا أمرجيد ويثمن للشؤون الاجتماعية انتظام صرف المخصصات، كما رصدت الجمعية أن هناك مخصصات لمن يبلغون سن الزواج ولديهم رغبة تصل إلى 60 الف ريال وهذا أمر جيد ، وحسب إفادة مدير الدار فإن هناك دورات تمنح للموظفين فى تنمية مهاراتهم فى التواصل مع الأيتام والاحتياجات الخاصة ، وعرضت هذه الملاحظات على مدير الدار وكان هناك قبول لها ووعد فى حالة وجود شكاوى فيما يتعلق بالضرب سوف يتم التحقيق فيها وفى حالة ثبوتها سوف يعاقب المدرسون وهناك خطة للانتقال لمبنى جديد مخصص للأيتام . وقال الشريف : سنقوم برفع تقرير لإمارة منطقة مكةالمكرمة والشؤون الاجتماعية لتلافى هذه الملاحظات بشكل وخصوصاً التحقيق فى الادعاءات التى بها الأيتام فيما يتعلق بسوء المعاملة والضرب والتدخل السريع والعاجل لتحسين مستوى النظافة. من جهة أخرى قال مصدر مسؤول في الدار إن الضرب ممنوع حسب تعليمات وزير الشؤون الاجتماعية حيث يجري إبلاغ أي عضو يلتحق بالعمل سواء من المعلمين أو المشرفين أو الأخصائيين بفحوى تعميم منع الضرب مهما كانت المسببات مشيرا إلى أن بعض المعلمين في بداية التحاقه بالدار قد استخدم أسلوب الضرب إلا انه تم لفت نظره والتنبيه عليه بعدم تكرار ذلك. وكان مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي قال ل “المدينة” إن وزارة الشؤون الاجتماعية لا تقبل بأي تقصير تجاه هؤلاء الأبناء مشيرا إلى أن الجميع يتقبل النقد البناء الذي من شأنه تصحيح الأوضاع. هذا وتستعد الشؤون الاجتماعية لنقل جميع منسوبي دار التربية بمكة إلى دار التربية الاجتماعية بمحافظة جدة بعد نهاية اختبارات العام الدراسي الحالي وذلك في حالة عدم العثور على مبنى مناسب لحين هدم وإعادة بناء الدار في مقره بحي النزهة بمكة.