الواقع يقول إن مبارياتنا مملة، ودورينا حركته داخل المستطيل الأخضر بطيئة جدا.. لكنه مزعج في الفضاء.. الأمر الذي يجعلنا نؤكد أن دورينا.. ظاهرة صوتية لا أكثر.. وعلينا أن نواجه هذه الحقيقة ونعمل على إذابتها بأساليب منطقية وواقعية تتماشى مع الأساليب الحديثة لكرة القدم.. نغير من هذه الوجوه التي تزعم أنها خبيرة في مجال التدريب الرياضي وتسيطر على مخرجاتنا الكروية.. حتى تكاد تنعدم الموهبة داخل العشب الأخضر... ولهذا أتمنى أن تغير أنديتنا الرياضية بإيعاز من جهات عليا كل الطرق التقليدية التي تسير عليها في تدريب النشء الرياضي.. وتطرد كل أولئك المعمرين في الفئات السنية.. الذين لم يفرزوا لنا غير «لاعبين ركضة» على وزن «موظفين كتبة» إن صح التعبير.. بينما الموهبة ما زالت تمارس رياضتها المفضلة بعيدا عن الأندية الرسمية.. ولهذا غابت المتعة وأصبح أشباه اللاعبين أصحاب الإمكانيات المتواضعة هم النجوم وهم الذين يسجلون بغزارة.. مرة ب«الركبة»، وأخرى ب«الخشم» وثالثة بمناطق متفرقة من الجسم.. شاهدوا أهداف الدوري حتى الآن.. فالأهداف الجميلة تكاد تنحصر في الكرات الثابتة فقط.. وبقية الأهداف تستغرب كيف سكنت الشباك..! ألا تعتقدون معي.. أنها مشكلة كبيرة تحتاج إلى حلول جذرية؟ قبل أن تنعكس على رياضتنا بشكل عام.. لاحظوا كيف تنهش هذه المشكلة في جسد المنتخب.. لتكتشفوا أن معظم اللاعبين الذين يحظون بهتافات الإعجاب.. هم غير قادرين على «تثبيت كورة». أتمنى أن ننجح في إيجاد طريقة ما تقترب من الاحترافية وتبتعد عن العشوائية وأولئك القوم الذين قضوا في فئاتنا السنية سنوات عجافا.. خالية من الأساليب الحقيقية للعب كرة القدم... ولا شك أن الأندية مطالبة بالالتفات للنشء.. خاصة تلك الأندية التي بدأت تعتمد على اللاعبين المنتهين والمعدمين.. وباتت كل موسم تقتات على فتات الأندية الكبيرة.. فاللاعب المنتهي.. أصبح كلما فكر في الاعتزال والاقتناع بما وصل له من سقف.. تفاجأ باتصال وعرض مغر من بعض الأندية.. ليواصل المزيد من الركض دون فائدة وإنجاز يذكر.... يجب أن نعترف بهذه المشكلة ونضع لها حلولا.. ونمنع بعض الانتقالات للاعبين المنتهين.. الذين ساهموا بشكل كبير في تغييب المواهب الكروية..