عاش أصحاب هواتف البلاك بيري أياما ماضية عصيبة بعد أن تحولت أجهزتهم تلك إلى مجرد هاتف وآلة حاسبة ومجموعة من الألعاب فقط, بعد أن انقطعت خدمة التحادث عنهم بسبب خلل من الشركة المصنعة للأجهزة, أما آثار تلك المشكلة فقد كنت أقرؤها مليا في وجوه أحد الزملاء, الذي كاد يقيم مأتم عزاء في اليومين الأولين للانقطاع إلا أنه في اليوم الثالث عاد للحياة الطبيعية من جديد بعد أن خرج مرغما من الحياة الافتراضية, وشعر بتحسن كبير في أطراف أصابع يده بعد أن قال عنها ذات يوم إنه يشك في أنها تمثل عصيانا جماعيا, وأصبح قادرا على رفع رقبته بشكل أعلى من السابق بعد أن كانت لا ترتفع أكثر من 45 درجة فقط, أما على صعيد النظر فيقول إنه اكتشف اليوم أن والدته قامت بتغيير لوحات المنزل منذ السنة الماضية وأن والده قام بتغيير طلاء السور الخارجي منذ أسابيع! أما عموده الفقري فيقول إنه لا يعلم إن كانت الفقرتان الرابعة والخامسة موجودتين حقا أم أنهما قد تلاشتا! فترة التوقف السابقة ليست شرا محضا, بل لها الكثير من الإيجابيات, ليس أقلها العودة للأصدقاء القدامى كما يفعل صديقنا اليوم حين عاد لنا بعد مدة طويلة, والمشاركة في نقاشات المجالس الحية بدلا من التواجد هناك شكليا في آخر المجلس ثم التخاطب إلكترونيا مع أطراف في آخر مجالسها بالتأكيد. وسوف تتأكد من أن الجوانب الإيجابية فيما حدث في اليومين عديدة حين تقرأ تحذير الدكتور عبدالعظيم كمكار في لقاء سابق له من مرض «الهواتف الحديثة» كما أطلق عليه, موضحا أنها أمراض تنتج عن الإفراط في استخدام برامج المحادثة, تصيب بالتهابات في الإبهام، وتآكل الأوتار، والتهابات في الغلاف المحيط بالأوتار، كما تتسبب في تيبس في إصبع الإبهام، إلى جانب آلام في الرقبة، والظهر. وهي الإصابات التي لا تحدث كثيرا في ملاعب كرة القدم ولكنها ربما تحدث وأنت مسترخ على كرسيك الوثير وبجانب عصير البرتقال الطازج.