يعمل في الصحافة المكتوبة. من وقت إلى آخر يشكو من ألم في قاعدة إصبع الإبهام. كان يظن أنه ناتج من حمل بعض الأكياس الثقيلة إلى منزله. يوماً بعد آخر، بدأ الوجع يشتد أكثر فأكثر، خصوصاً بعد استخدام هاتف بلاك بيري. وعندما أصبح الوضع لا يحتمل. استشار الطبيب المختص الذي فحصه ملياً ولم يجد عنده مشكلة عضوية تبرر معاناته. ضرب الطبيب أخماسه بأسداسه ثم سأله: ما نوع الهاتف الخليوي الذي لديك؟ أجابه: بلاك بيري. وبعد أخذ ورد مع المريض تبين أن الأخير مدمن على كتابة الرسائل النصية على هاتفه المحمول، وعلى الفور قال له الطبيب: معاناتك سببها البلاك بيري. أجل، لقد ظهر في الوسط الطبي مصطلح جديد يعرف بإبهام البلاك بيري، وهو علة ناتجة من المبالغة في كتابة الرسائل النصية باستخدام لوحة مفاتيح أجهزة بلاك بيري وأمثاله من الهواتف البراقة التي تستعمل على مدار الساعة للتواصل مع الآخرين، وهذا ما يتطلب اللجوء إلى إصبع الإبهام للنقر على المفاتيح الصغيرة ذات الحيز الضيق ولمدة طويلة وفي شكل متكرر (وهو أصلاً غير مهيأ لهذا العمل)، الأمر الذي يعرض عضلات الإبهام للإرهاق بشكل عال، وبالتالي إلى إصابة أوتارها بالالتهاب الذي يسبب الألم. ما هو الحل؟ يجب عدم إهمال علاج إبهام بلاك بيري أو الهاتف الخليوي عموماً، لأن هذا السلوك يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل تدني مستوى الإشارات العصبية المغذية للمنطقة الأمر الذي يضعف حاسة اللمس وقوة عضلات اليد، ومع مرور الوقت يشكو المصاب من عدم إمكانية التفرقة بين الملمس الناعم والملمس الخشن، أو بين البارد والساخن. لذلك من الضروري اتباع الإرشادات الآتية: - الاعتدال في الضرب على مفاتيح الهاتف الخليوي. - التوقف من فترة لأخرى من أجل إراحة إصبع الإبهام. - استشارة الطبيب في حال استمرار الألم في الإبهام. ومن مشكلة إبهام بلاك بيري، إلى أخرى تعرف بمتلازمة النفق الرسغي، وهي حالة منتشرة بين الكتاب بسبب الاستعمال المزمن لأجهزة الكومبيوتر، وفيها يشكو المصابون من الألم والخدر والتنميل والوخز في أصابع اليد، خصوصاً في ساعات الصباح الأولى، وكثيراً ما توقظ هذا العوارض المصابين من نومهم. وتنتج العوارض المذكورة من اختناق العصب الوسطي الذي يعبر ممراً يعرف بالنفق الرسغي، وهو عبارة عن قناة ضيقة توجد في منطقة المعصم يمر من خلالها العصب الوسطي والأربطة وأوتار العضلات، وهذه القناة تعمل على حماية المكونات التي تعبرها، غير أن الضغط على هذه المكونات لأسباب من بينها الوضعية السيئة لليد، أو الضرب على مفاتيح الكومبيوتر لساعات طويلة في وضع غير مريح، يطلق العنان للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي. ما هو الحل؟ يجب عدم إهمال علاج متلازمة النفق الرسغي، لأن هذا السلوك يمكن أن تترتب عنه نتائج غير سليمة، مثل تدني مستوى الإشارات العصبية المغذية للمنطقة الأمر الذي يضعف حاسة اللمس وقوة عضلات اليد، ومع استفحال الإصابة تضعف امكانية التفرقة بين الملمس الناعم والملمس الخشن، أو بين البارد والساخن تماماً مثلما يحدث مع إبهام الخليوي. أما الحل فيعتمد على الآتي: - وضع وسادة تحت اليد أو تحت الكوع لتجنب الأوضاع السيئة وتفادي انثناء اليد. - وضع لوحة الكومبيوتر في ارتفاع مناسب لتجنب إجهاد اليد. - جعل الكرسي مناسباً ليكون مستوى اليد من مستوى لوحة مفاتيح الكومبيوتر، مع تفادي الحاجة إلى ثني رسغ اليد أو مد اليد أو رفعها إلى الأعلى عند الكتابة. - استراحة كل نصف ساعة. - إجراء حركات فرد وثني وتدوير اليد وثنيها وتدويرها من حين إلى آخر من أجل التقليل من الضغط على المعصم. - وضع كمادات باردة في حال المعاناة من الوجع. - استخدام جبيرة إذا تطلب الأمر لإراحة منطقة رسغ اليد. - في حال فشل الخطوات السابقة يمكن اللجوء إلى حقن الكورتيزون الموضعية، أو الجراحة من أجل تخفيف الضغط على العصب الوسطي. ومن بين المشاكل الصحية التي يشكو منها الكتاب إجهاد العين، وهي مشكلة يرجع سببها إلى الحملقة المستمرة والطويلة في شاشة الكومبيوتر، وفيها يشكو المصاب من غشاوة في الرؤية، وألم وتعب في العينين، وصداع، وجفاف العينين نتيجة التحديق طويلاً من دون رفرفة الجفنين (وهي مهمة لترطيب العينين)، وصعوبة في التركيز عند التنقل بالنظر من شاشة الكومبيوتر إلى أشياء أخرى، خصوصاً عند قراءة المستندات والأوراق المطبوعة، والرؤية الضبابية للأشياء البعيدة بعد العمل لساعات طويلة على الكومبيوتر. ما هو الحل؟ - أن يكون بعد الشاشة عن العينين ما بين 60 و 80 سنتيمتراً، وإذا كانت حروف الكتابة صغيرة فيمكن تكبيرها. - جعل مستوى شاشة الكومبيوتر من مستوى العينين. - إعطاء فسحات من الراحة للعينين بعيداً عن شاشة الكومبيوتر خصوصاً التطلع إلى الفضاء الرحب. - ترميش العينين مرة كل خمس ثوان من أجل ترطيبهما. - إذا استمرت المعاناة من إجهاد العينين فمن الضروري أخذ المشورة الطبية. أما المشكلة الرابعة الشائعة التي يعاني منها الكتاب فهي أوجاع الرقبة التي قد تكون أحياناً مزعجة للغاية، وتكثر هذه الأوجاع عندهم بسبب الأوضاع الخاطئة مثل ميل الرقبة أو ثنيها، أو البقاء لفترة طويلة في الوضعية نفسها. ما هو الحل؟ - الحفاظ على وضع العنق في الشكل السليم، وجعل الذقن مرفوعاً دون ثني الرأس عند الكتابة أو القراءة. - تحريك الرقبة من حين إلى آخر عند الجلوس المستمر. - استعمال الكمادات الدافئة، أو دهن الرقبة بأحد المراهم المسكنة. وطبعاً لا يغرب عن البال الإصابة المعروفة باسم تشنج يد الكاتب، وهو عبارة عن تشنج مباغت في عضلات اليد عند الكتابة بالقلم أو الضغط عليه لفترات طويلة، والسبب الرئيس يعود إلى الاستخدام الطويل والمجهد لمجموعة عضلات اليد من دون إعطائها الوقت الكافي للراحة. ما الحل؟ - الشد الخفيف اللطيف للعضلات المتشنجة. - تدليك خفيف لعضلات اليد. أخيراً، نشير إلى دراسة أجراها المعهد الوطني الدنماركي للصحة وشملت آلاف من العاملين في شركات مختلفة، تبين فيها خطورة استعمال فأرة الكومبيوتر لمدة طويلة على أوتار اليد وأعصابها، نتيجة تكرار الحركة ذاتها (أي النقر على الفأرة) في شكل مستمر ومزمن كل يوم، وينتج عن هذا الوضع، اعتلالات في عضلات اليد والرسغ كالتورم والألم والالتواء. وخير ما يمكن فعله لتجنب مشاكل الفأرة هو تحريك اليدين وإراحتهما من حين إلى آخر. [email protected]