أعلنت مديرية الدفاع المدني وعدد من الجهات المختصة حالة الطوارئ بعد حادثة تسرب خليط غازي من النيتروجين والهيدروجين ونسبة من الكربون، مساء أمس الأول، من مصنع بالصناعية الأولى بالدمام، ما أدى إلى إصابة 13 شخصا، من بينهم رجلا دفاع مدني، بضيق في التنفس. وتسبب التسرب في إيقاف الدراسة، أمس، في مدارس الأحياء القريبة من المصنع بعد أن أخطرت الإدارة العامة للتربية والتعليم مديري المدارس بذلك عبر رسائل نصية قصيرة على هواتفهم الجوالة. وقال المدير العام للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية اللواء محمد الغامدي إن 15 جهة شاركت في حالة الطوارئ التي تم تنفيذها داخل المنطقة الصناعية بمدينة الدمام، بينها شركة أرامكو وهيئات صناعية من الجبيل وذلك لاحتواء آثار التسرب الغازي. وكشف اللواء الغامدي ل«شمس» عن استعانة الدفاع المدني بخبراء أمريكان تابعين للمصنع للمساعدة في عمليات السيطرة على الغازات وذلك بعد التنسيق مع المركز الرئيس في واشنطن. مشيرا إلى أن المنطقة الصناعية ستستأنف عملها صباح غد. وأعلن الغامدي أن الصناعية الأولى بالدمام ستحول إلى منطقة سكنية ولن يصرح فيها بأي نشاط صناعي وسيتم نقل المنطقة خلال ثلاثة أعوام بعد موافقة أمير المنطقة على توصيات اللجنة المشكلة لدراسة المواقع والأنشطة التي تمثل ضررا على السكان. وتقع المنطقة الصناعية على مساحة 2.5 مليون متر مربع وتم إنشاؤها في عام 1393ه وتقع في طريق الدمامالخبر السريع يعمل فيها ما يقرب من 200 ألف عامل ومصرح لها بجميع الصناعات. وأضاف الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بالمنطقة المقدم منصور الدوسري أن عمليات الدفاع المدني تلقت بلاغا، مساء أمس الأول، بوقوع تسرب في مصنع تابع لشركة الشرق الأوسط بالصناعية الأولى بالدمام، حيث باشرت الحادث فرق التدخل في حوادث المواد الكيميائية التي كشفت أن التسرب كان لخليط من غازي النيتروجين والهيدروجين ونسبة من الكربون «الإيبوكس» وأشعرت كل الجهات ذات العلاقة بتنفيذ خطة الدفاع المدني في حالات الطوارئ لمواجهة الحوادث الكيميائية. مشيرا إلى إصابة 13 شخصا بضيق في التنفس وتلقوا العلاج وخرجوا من المستشفي ما عدا طفلة رضيعة لا تزال تحت الرعاية الطبية، لافتا إلى فتح تحقيق في الحادثة. وكانت المديرية أبلغت السكان بتسرب الغاز من خلال القنوات الإخبارية والفضائية ومن خلال بث الرسائل القصيرة وقنوات التواصل الاجتماعي ودعتهم إلى أخذ الحيطة والحذر واتباع تعليمات الدفاع المدني. ونصحت سكان الأحياء القريبة من المنطقة الصناعية بالابتعاد كيلومترين لمدة 48 ساعة وهي المدة المتوقعة لبقاء الغاز في الجو. إلى ذلك ذكر المدير العام للتربية والتعليم بالمنطقة الدكتور عبد الرحمن المديرس أنه تم إرسال رسائل نصية لجميع مديري المدارس بالأحياء القريبة من الموقع عند الرابعة فجرا تبلغهم فيها بعدم استقبال الطلاب ليوم الأربعاء. أما مدير العلاقات العامة بالمديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة سامي السليمان فذكر أن ست حالات راجعت مجمع الدمام الطبي ومستشفى الولادة والأطفال بالدمام وغادرت المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم، ولم تسجل أي حالات أخرى. وبين أن أربع حالات في مستشفى الولادة والأطفال وحالتين بمجمع الدمام الطبي «يشتبه» أن تكون قد تعرضت لاستنشاق الغاز المتسرب. وأشار إلى تنسيق بين مستشفى الولادة والأطفال ومركز السموم وذلك من خلال تحويل بعض العينات لمراجعين تم الاشتباه في حالاتهم لمعرفة مكونات الغاز وآلية التعامل الطبي الأمثل معه من قبل قسم الطوارئ بالمستشفى. وبدت المنطقة الصناعية الأولى، أمس، خالية على غير العادة نتيجة إقفال جميع المنافذ المؤدية إليها من قبل الجهات المعنية، خاصة أن كل من يقترب من المنطقة يصاب باحمرار في العينين وضيق وصعوبة في التنفس والكلام. فيما بدت الحركة في الأحياء القريبة من التسرب طبيعية ولم تشهد المنطقة إغلاق للمحال التجارية