تنتظر إدارة نادي الهلال ملايين نادي فلامنجو البرازيلي مقابل شراء البطاقة الدولية للدولي العائد إلى صفوف السامبا البرازيلية تياجو نيفيز من أجل تسيير بعض أمورها المتعلقة وعلى رأسها تجديد عقدي محمد الشلهوب وأحمد الفريدي. ولم يتوقع أحد من متابعي الكرة البرازيلية أن يصل لاعب الوسط المهاجم تياجو نيفيز إلى مصاف لاعبي النخبة في بلد يتنفس سكانه اللعبة الشعبية الأولى أكثر من الأوكسجين. وذلك بناء على المشكلات التي تتعلق بالانضباطية عندما كان لاعبا ناشئا في صفوف فريق مقاطعته بارانا كلوب، وأغلبها تتعلق بالتأخر عن موعد التمارين المحدد من قِبل المدربين على الرغم من تألقه الواضح في البطولة المحلية، ليأتي الإبعاد بحقه ومدرب الفريق لويس كارلوس باربيري الذي عجز عن ضبط النظام في الفريق، وتقرر الإدارة المشرفة على الفريق موسم 2006 بإعارة تياجو نيفيز إلى صفوف فريق فيغليتا سنداي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية الياباني ويشرف عليه المدرب البرازيلي الشهير جويل سانتانا الذي أشرف على الهلال في نهاية الثمانينيات الميلادية. خلال رحلته الاحترافية في اليابان استطاع نيفيز تسجيل ثمانية أهداف في 35 لقاء خاضها مع فريقه الياباني قبل انتهاء إعارته ويعود لفريقه السابق إلا أن إدارة الفريق رفضت بقاءه لموسم آخر وقررت الموافقة على طلب إعارته المقدم من فريق فلومنيسي العريق ليلعب في صفوفه لموسم وحيد على سبيل الإعارة أيضا لتعويض غياب بعض اللاعبين في مركزي الهجوم والوسط. وبعد انتقاله إلى فلومنيسي عانى نيفيز من قلة مشاركاته نتيجة لوجود مواطنه كارلوس البرتو في صفوف الفريق وتفضيل المدرب له على نيفيز، ولكن سرعان ما حصل نيفيز على فرصة لإظهار مهاراته بعد انتقال البرتو إلى صفوف فيردر بريمن الألماني، وبالفعل أمتع نفيز متابعي الدوري البرازيلي بأهدافه وركلاته الحرة التي تميز بها لينهي الموسم مسجلا 14 هدفا جُلها في النصف الأول كونه تأثر كثيرا في النصف الثاني من الدوري بالتفاوض مع الأندية التي عرضت عليه الانضمام لصفوفها قبل أن تحسم إدارة فلومنيسي الجدل وتوقع معه عقدا لمدة ثلاثة مواسم، ويحصل نهاية الموسم على جائزة أفضل لاعب في الدوري البرازيلي 20072008 المقدمة من مجلة «بلاكار» الرائدة في الصحافة الرياضية المتخصصة بالبرازيل. في نهائي كأس ليبرتادوريس 2008، دخل تياجو نيفيز التاريخ بعدما أصبح أول لاعب يسجل هاتريك في نهائي البطولة الأشهر على مستوى أمريكا الجنوبية وذلك في المباراة التي جمعت فلومنيسي وفريق ليجا دي كيتو الإكوادوري والتي انتهت مباراتها بالتعادل 55 لكنه أضاع ركلة جزاء مع زميليه الأرجنتيني كونكا والبرازيلي واشنطن ليحصل فريق المدرب الأرجنتيني الشهير إدجاردو باوزا على البطولة ويحصل على فرصة اللعب في كأس العالم للأندية أواخر عام 2008. ونتيجة لمستوياته الباهرة قرر المدير الفني لمنتخب البرازيل الأولمبي كارلوس دونجا ضم نيفيز إلى صفوف المنتخب في أولمبياد بكين برفقة نجم برشلونة آنذاك رونالدينيو واللاعبين الشباب. وبالفعل قدم نيفيز نفسه بشكل رائع في التظاهرة العالمية وسجل هدفا أمام الصين في المباراة التي انتهت لمصلحة منتخب السيليساو بثلاثية نظيفة، قبل الخروج أمام الجارة الأرجنتين بالنتيجة نفسها والحصول على المركز الثالث والميدالية البرونزية. بعد الانتهاء من الأولمبياد تهافتت الأندية الأوروبية على لاعبي منتخب البرازيل فحصل ميلان الإيطالي على خدمات لاعب الدفاع الشاب تياجو سيلفا وكان ليفربول وريال مدريد قد تعاقدا مع النجمين لوكاس ومارسيلو قبل بداية البطولة، وتقدم أتليتكو مدريد وهامبورج الألماني بعرضين لضم نيفيز قبل أن يقرر الأخير الانتقال للنادي الألماني حيث انتقل زميله الآخر أليكس سيلفا على الرغم من استغراب العديد من المتابعين إقدامه على هذه الخطوة وعلل أحدهم موافقته على عرض الانتقال البالغ تسعة ملايين يورو «45 مليون ريال سعودي» بالبحث عن المال، قبل أن يخرج نيفيز في تصريح صحفي رافضا ذلك ومشددا على أنه ذهب إلى هامبورج لاختبار تحدٍ جديد «عرض علي فلومنيسي ذات الراتب الذي عرضه هامبورج ولكني رفضت لرغبتي بالتواجد في بطولة مختلفة وبالتأكيد البحث عن تجدٍ جديد». في هامبورج عانى النجم البرازيلي الصاعد من مشكلات تتعلق بالانسجام وقلة فرص اللعب، حيث بقي في «البوندسليجا» لمدة ستة أشهر لم يلعب خلالها سوى تسع مباريات لم يحرز خلالها أي هدف ليطلب «المايسترو» مثلما يُلقب في البرازيل من إدارة هامبورج إعادته إلى فريقه السابق ليقضي ما بقي من الموسم هناك، وتقوم إدارة هامبورج بالموافقة على العرض الذي تقدم به نادي الهلال لشراء بطاقة اللاعب الدولية مقابل سبعة ملايين يورو «42 مليون ريال» وتتفق الأطراف الثلاثة على انضمام نيفيز بعد انتهاء مشاركته مع فلومنيسي وبالتحديد في معسكر الهلال الاستعدادي في النمسا صيف 2009 تحت قيادة البلجيكي إيريك جيريتس. في بداية مشواره مع الهلال لم يستطع نيفيز الظهور بما كان منتظرا منه، لظروف الإصابة والتأقلم مع أسلوب الحياة واللعب في المملكة، لكن بمجرد تجاوزه لتلك العقبات قدم تياجو مباريات جميلة أبرزها المباراة التي انتصر فيها الهلال على الاتحاد بخماسية نظيفة سجل نيفيز منها ثلاثة أهداف، ويستمر تألقه حتى نهاية الموسم ما حدا ببعض الجماهير البرازيلية إلى مطالبة دونجا بإعادته إلى صفوف المنتخب البرازيلي بعدما حامت الشكوك حول قدرة النجم البرازيلي الشهير ريكاردو كاكا على التعافي من الإصابة التي لحقت به مع ريال مدريد والتواجد مع بطل العالم لخمس مرات في كأس العالم في جنوب إفريقيا والتي أقيمت منتصف العام 2010. بعدما فقد فرصة التواجد في كأس العالم مع البرازيل، قال مقربون من تياجو نيفيز إنه تأثر كثيرا بعدما شعر بأن تواجده في الدوري السعودي منع دونجا من ضمه إلى صفوف المنتخب وعاد إلى الهلال الموسم الماضي بروح أقل ورغبة متزايدة في الرحيل لمح لها كثيرا، وصرحت بها زوجته على صفحتها في تويتر وفي أحاديث لصحف برازيلية عدة «بأنهم عائدون إلى الديار الشتاء المقبل» وهو بالفعل ما حدث عندما وافقت إدارة الهلال في ديسمبر 2010 على إعارته لنادي فلامنجو لقاء 1.5 مليون يورو لمدة موسم وحيد وتنتهي مسيرة نيفيز مع بطل الدوري بالحصول على بطولتي الدوري والكأس و22 هدفا سجلها البرازيلي مع الهلال خلال 46 مباراة. بعد انتقاله لفلامنجو لم يحتج نفيز سوى أسبوعين ليسجل هدفه الأول في شباك فاسكو دي جاما، ويساهم في حصول الفريق الأحمر والأسود على بطولة كاريوكا 2011، ويتحول بعدها إلى معشوق جماهير فلامنجو التي تركت رونالدينيو وبدأت بالتغني بنيفيز، ويُستدعى نيفيز إلى صفوف منتخب البرازيل في مايو الماضي للمرة الأولى منذ أولمبياد بكين 2008 للمشاركة في مباراتي البرازيل الوديتين أمام رومانيا وهولندا