دراما سورية مختلفة

مسلسل العشق الحرام يعكس مدى قوة الدراما السورية، حيث كسر كل التقاليد الدرامية وخرج عن المألوف وخلع ثوب الروتين الدرامي؛ ليتجرد من كل قصص وروايات وأفكار وأحداث تشبعنا ومللنا منها في أعمالنا المحلية والخليجية؛ لينجح في أن يقدم دراما لتفاصيل حياتية حقيقية حساسة في مجتمعنا العربي، ولأنه مسلسل يعرض الحقيقة قد يأتي اليوم الذي نعود لمشاهدته مرة تلو الأخرى دون ملل أو نكد؛ لأنه واقع الحياة الذي نعيشه؛ ولأنه عمل كبير وجودته عالية فقد جمع كل شيء في 32 حلقة، حيث مزج ما بين الأكشن، والصراع، والرومانسية، والقوة، والعدوانية، والطموح، والحب، والعطف، والطمع، والفكاهة، والخيانة، والعلاقات المحرمة، وكل صور وأشكال رؤيتنا وأفكارنا وأهدافنا في الحياة وطرحها بعمق بما يتناسب مع الذائقة النظرية والسمعية، ففكرة العمل ورسالته وهدفه وتفاصيله سكنت العقل والوجدان من خلال عدة أغراض درامية أجاد في تأليفها وحوارها وحبكتها دراميا تامر إسحاق وبشار بطرس، وأتقن الأول كذلك، تامر إسحاق، في الإخراج وتقديم المشاهد بصورة احترافية وعالية، ما يميز الدراما السورية عن بقية الأعمال التمثيلية العربية هم أبطال العمل، فالأعمال السورية تحظى بمشاركة نجوم كبيرة وأسماء معروفة في عمل واحد، وهذا ما يجعل الدراما السورية دائما ما تكون منافسة لكل الأعمال، ولو نأتي للأسماء المشاركة في العمل فالنجم عباس النوري تألق كعادته وجسد شخصية الدكتور الذي يعشق ابنته بالتبني، تدعى سارة، وتجسد هذا الدور النجمة السورية كندة علوش التي أبدعت في الدور ببراءتها وحيويتها وأتقنت كل مشهد أثر في كل من شاهده.في الوقت الذي تألق المؤلفان والمخرج والممثلون في العمل فإن الفنانة دنيا حايك تألقت غنائيا في تتر المسلسل ومقطوعات غنائية من خلال أحداث المسلسل، وتقول كلمات التتر «اصعب شعور بهالدنيا، ما تعرف أصلك من فصلك، تبقى وحيد بهالدنيا، مع كذبة أصلن مش ذنبك».