بعد نجاحه في مسلسل «الدبور»، يواصل المخرج السوري تامر اسحق خوض غمار دراما البيئة الشامية من خلال مسلسل «الأميمي» الذي تدور كاميرته في دمشق، ليكون جاهزاً للعرض في رمضان. عن سبب اتجاهه إلى أعمال البيئة، يقول اسحق ل «الحياة» إن المحطات الفضائية والجمهور تفضل هذا النوع، ويضيف: «تحولت هذه الأعمال إلى مادة رئيسية على المائدة الرمضانية، ولكن هذا لا يعني أن أقدّم عملاً غير مقتنع به فقط لأن الجمهور والمحطات الفضائية تريد ذلك، فالمحطات أيضاً تطلب حالياً الأعمال التركية، وبطبيعة الحال لن أقوم بالدبلجة». ويشير اسحق الى ان «عدداً من النقاد يضعون أعمال البيئة الشامية في خانة واحدة ويرون أنها متشابهة، وهذا غير صحيح، فلكل عمل بيئة شامية طابعه الخاص، وأرى أنّ اختلاف «الأميمي» عن بقية أعمال البيئة، يأتي اولاً على صعيد الحبكة، فهو يوثق لمرحلة جديدة من تاريخ دمشق وليس مجرد فانتازيا شامية. أما على صعيد التقنيات الإخراجية فأعمد إلى تقديم صورة جديدة عن الأعمال الأربعة التي قدمتها في السنتين الماضيتين، اضافة إلى اختلاف كبير في الكوادر الفنية والتقنية، كما ان وجود عدد من النجوم غير المعتادين في دراما البيئة الشامية سيضيف رونقاً خاصاً الى العمل». مغامرة الجديد على أعمال البيئة ايضاً، تصوير «الأميمي» في الشتاء، ما قد يؤدي، كما يقول اسحق، الى خسارة بعض مشاهد أرض الديار والبحرة، لكنه يحمل عمقاً آخر يمكن التركيز عليه. ويضيف: «هناك تفاصيل غير مطروحة سابقاً يقدمها هذا الفصل، اذ نرى الناس في شكل مختلف وجديد نوعاً ما، وهذه احدى الخطوط الجديدة التي أقدمها في المسلسل، ويبقى الحكم للمشاهد بغض النظر عن تصريحاتنا كمخرجين أو فنانين أو حتى كصحافيين». ويقول اسحق عن عمله المتواصل مع النجم عباس النوري خلال ثلاث سنوات متتالية: «الشراكة بدأت بال«الخبز الحرام»، واستمرت ب«العشق الحرام»، وحالياً «الأميمي»، فعباس النوري نجم عربي كبير، وفنان ذو قدرات استثنائية». وعن دخوله خط الإنتاج من خلال شركة «الخيام» المنتجة ل «الأميمي»، والمغامرة التي تندرج تحتها هذه الخطوة في ظل الظروف الراهنة، إنتاجياً وتسويقاً، بخاصة في ظل الأخبار المتداولة عن مقاطعة القنوات العربية للأعمال السورية، يقول اسحق: «لا أرى مغامرة في التسويق، ولكن أراها في الإنتاج والتنفيذ في هذا الوقت، فالقضية تحتاج إلى قوة قلب وجرأة للإنتاج في هذا الظرف. ولكن وقوف الكثير من الأصدقاء إلى جانبي من ممثلين وفنيين وتقنيين ساعدني في شكل كبير، إضافة إلى أن «الأميمي» مشروعي الخاص، ابتداءً من النص، وصولاً إلى الطرح وطريقة المعالجة، وأنا مؤمن بأننا سنقدم شيئاً جديداً ومختلفاً، وسأعطيه حقه الكامل على المستوى الإنتاجي والإخراجي». ويضيف: «على صعيد التسويق، لم تصرح أي محطة فضائية عن نيتها مقاطعة الأعمال السورية، والرهان الحالي على أن المحطة التي لا تشتري عملاً سورياً ستكون خاسرة، لأنه مطلوب وينتظره المشاهد، كما أن المعلنين يفضلونه». وبعدما اعتاد اسحق أن يقدم عملين سنوياً، يشير الى ان «هذا العام مختلف عن السنوات السابقة في ظل الظروف الحالية، ويتمنى تصوير «الأميمي» بسلامة، بخاصة أنه وصل إلى منتصف العمل. قضايا خلافية اسحق الذي قدم خلال مسيرته مسلسلين من نمط الدراما الاجتماعية («الخبز الحرام»، «العشق الحرام») يرى ان واجب الدراما العربية عموماً والسورية خصوصاً، تقديم نبض الشارع وتوعيته، ولكن ليس على شكل برنامج وثائقي أو توعوي، بل بطريقة فنية جذابة توصل الفكرة بطريقة حضارية». وحول قضية الجرأة في الأعمال الدرامية واعتماد الإثارة المجانية مدخلاً لها، يقول: «أستطيع أن أتكلم عن أعمالي، ف «العشق الحرام» مثلاً، لم يعتمد أي إثارة مجانية، كما لم يحوِ على أي مشهد يخدش الحياء، بل على العكس، أنا أقدّر أن هذه الأعمال موجهة إلى العائلة ويشاهدها كل الأعمار. ولكن في المقابل، الجرأة كانت في القضية التي يطرحها المسلسل، والتي قدمت بطريقة ترضي المشاهد والذوق العام».ويختتم قائلاً: «أرى أن الدراما السورية قدمت عدداً من الممنوعات، واخترقت الكثير من الخطوط الحمر، لكننا بحاجة إلى تقديم أعمال أكثر جرأة وأكثر عمقاً في قضايانا الخلافية».